“هاذي تأشيرة “شنغن” ماشي رخصة تنقل استثنائية بين مدينتين في وطن واحد”، هكذا علَّقت أحدى المواطنات العالقات بمدينة مراكش، فيما والدها يعاني ظروفا صحية صعبة بمدينة أخرى، قد لا تراه بعدها تؤكد المعنية… وضعية مماثلة اطلعت عليها أخبارنا لمواطنة ثانية عَلِقَت رفقة أحد أبنائها بعاصمة السبعة رجال منذ أكثر من شهرين، فيما باقي أفراد الأسرة بإقليم آخر بالجهة… رغم قربه مسافة، إلا أن مسطرة الحصول على رخصة التنقل بين المدينتين جعلته يبدو بعيدا وبعيدا جدا…
شروط “تعجيزية” يعترف مسؤولون أنفسهم، تلك المطلوبة للحصول على رخصة استثنائية للتنقل بين المدن، والتي ستمتد إلى غاية 10 يونيو، وتتطلب – تؤكد مصادرنا – تقديم طلب للسلطة المحلية ممثلة في الباشا أو رئيس الدائرة، الذي يوجهه بدوره إلى قسم الشؤون الداخلية بالعمالة للتأكد من صحة المعطيات الواردة في الطلب، قبل أن تتم إحالته من جديد لقسم الشؤون الداخلية للعمالة أو الإقليم المراد التنقل إليه، لإجراء بحث جديد بخصوص الدواعي والأسباب الواردة في الطلب الإستثنائي، قبل التأشير عليها من طرف العمالة المستقبلة، لتُرجع للعمالة الأصلية أو عمالة المغادرة للحصول على موافقتها هي كذلك… دون إغفال الفحوص والشواهد الطبية المطلوبة أصلا لإكمال ملف الطلب…
مسطرة تم تعقيدها، ولربما ضاعت مصالح وحيوات مرتفقين بسببها، فالصرامة في وضعنا الحالي مطلوبة صراحة… لكن الإنسانية تبقى مطلوبة أكثر… فالمرحلة بصعوباتها حتما ستمر، ومؤشرات ذلك بادية لنا جميعا، لكن يجب أن تمر دون تركها لجروح غائرة لا تندمل… فعلى السلطات العمومية إعادة النظر في صيغة طلبات التنقل الإستثنائية هاته بين المدن… فهي مجرد رخص استثنائية لا غير…