أصدر المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم (ك.د.ش) بالدريوش بيانًا شديد اللهجة، عبّر فيه عن قلقه العميق إزاء الوضع التعليمي بالإقليم خلال الموسم الدراسي الحالي، بعد تسجيله سلسلة من الاختلالات البنيوية والتدبيرية التي وصفها بـ”الخطيرة والمقلقة”، معتبرًا أنها تهدد حق التلاميذ في التمدرس وتضرب في العمق مبدأ تكافؤ الفرص وجودة التعلمات.
وأشار البيان إلى تفاقم ظاهرة الهدر المدرسي بشكل مقلق في عدد من الجماعات الحضرية والقروية، في ظل غياب خطوات استباقية من طرف المديرية الإقليمية للحد من هذه الظاهرة، حيث لم يلتحق العديد من التلميذات والتلاميذ بمقاعد الدراسة منذ انطلاق الموسم الدراسي، إلى جانب كثرة تغيبات المتعلمين الناتجة عن غياب ظروف تربوية مشجعة على الاستقرار والتحصيل.
كما رصد المكتب الإقليمي تأخر انطلاق الدخول المدرسي بعدد من الوحدات المدرسية إلى حدود أواخر أكتوبر، وعدم انطلاق الدراسة بوحدات أخرى إلى غاية الشهر الجاري، مما أدى إلى إقصاء عشرات التلميذات والتلاميذ من حقهم الدستوري في التعليم، في مشهد وصفه البيان بـ”المؤسف والمسيء لصورة المدرسة العمومية”.
وفي سياق متصل، نبه البيان إلى عملية ضم واسعة داخل الوحدات المدرسية منافية لمقتضيات مذكرة إعداد الخريطة التربوية، والتي أوقعت الأساتذة في عبء العمل بأقسام متعددة المستويات، وعمّقت مظاهر الارتباك واللامساواة بين المتعلمين في نفس المؤسسة.
كما حمّل البيان المديرية الإقليمية مسؤولية سوء تدبير الموارد البشرية، مشيرًا إلى أن الخصاص في الأطر التربوية والإدارية لم يُدبَّر بالعقلانية اللازمة، مما خلق ارتباكًا واضحًا في السير العادي للموسم الدراسي. كما ندد بـضعف التجهيزات داخل المؤسسات غير الرائدة التي ما تزال تعاني من غياب الوسائل الديداكتيكية والمعدات الأساسية، مقابل تركيز الدعم في مؤسسات محدودة مصنفة “رائدة”، مما يعمّق التفاوت المجالي بين المتعلمين داخل الإقليم.
ولم يفت المكتب الإقليمي أن يُسجّل تدهور وضع البنيات التحتية وغياب شروط السلامة والصحة داخل العديد من المؤسسات التعليمية، التي تعاني من أزمة خانقة في المرافق الصحية وغياب الأسوار الواقية، ما يجعلها عرضة لمخاطر متعددة تمس سلامة المتعلمين والأطر على حد سواء، خصوصًا بعد الأضرار التي خلفتها التساقطات المطرية الأخيرة بعدد من المؤسسات.
واعتبرت النقابة أن استمرار هذا الوضع يُشكّل مؤشرًا خطيرًا على غياب الحكامة التربوية وضعف التدبير الاستباقي من طرف المديرية الإقليمية، مطالبةً وزارة التربية الوطنية بالتدخل العاجل لوضع حد لهذا التدهور الذي يهدد مستقبل المتمدرسين بالإقليم.
وفي ختام بيانها، دعت النقابة الوطنية للتعليم (ك.د.ش) بالدريوش المديرية الإقليمية إلى تحمل مسؤولياتها الكاملة في معالجة هذه الاختلالات بجدية وشفافية، واتخاذ إجراءات عاجلة لتدارك الوضع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، مؤكدة في الآن ذاته عزمها على تسطير برنامج نضالي تصعيدي دفاعًا عن المدرسة العمومية، وكرامة الشغيلة التعليمية، وحق التلاميذ في تعليم جيد ومنصف.
مراسلة






