شهد المستشفى الجامعي بوجدة واقعة غير مسبوقة أثارت موجة استنكار واسعة، بعدما تم إيقاف عملية جراحية لمريضة تعاني من ورم دماغي، رغم دخولها غرفة العمليات وخضوعها للتخدير الكلي، وذلك لإفساح المجال لإجراء عملية أخرى لم تكن حالتها تستدعي تدخلاً استعجاليًا.
وأصدر طاقم قسم جراحة الدماغ والعمود الفقري بيانًا وصف فيه القرار بـ”غير المنطقي والخطير”، معتبرًا أنه شكل تهديدًا مباشرًا لحياة المريضة دون مبرر طبي مقبول. وأوضح البيان أن الفريق الطبي تفاجأ بقرار إداري مفاجئ أثناء التحضير للجراحة، حيث طُلب منهم إيقاف العملية بعد أن كانت المريضة قد وُضعت على طاولة العمليات وربطت بجهاز التنفس الاصطناعي.
وأشار البيان إلى أن القرار لم يكن بدافع حالة طبية طارئة، بل جاء بقرار من مدير المستشفى، وبتنسيق مع رئيس قسم جراحة الأنف والأذن والحنجرة، وبتدخل من أستاذ في جراحة الدماغ والأعصاب، كان قد غاب عن العمل لأكثر من ثلاث سنوات قبل إعادته مؤخرًا في ظروف مثيرة للجدل.
وأكد الطاقم الطبي أن إيقاظ المريضة بعد تخديرها ونقلها إلى قسم الإنعاش دون سبب طبي واضح يعد انتهاكًا صارخًا لأخلاقيات المهنة الطبية واستغلالًا غير مقبول للسلطة الإدارية، مما قد يعرض حياة المرضى لمخاطر غير مبررة.
وطالب الأطباء بفتح تحقيق مستقل للكشف عن ملابسات هذه الواقعة ومحاسبة المسؤولين عنها، داعين الجهات الوصية والسلطات الصحية والجمعيات الحقوقية إلى التدخل العاجل لضمان احترام حقوق المرضى وصون كرامتهم داخل المؤسسات الصحية.
