متابعة
شهدت الأيام الأولى من السنة الجديدة ضبط وتوقيف العديد من شحنات المخدرات الموجهة للتصدير نحو الوجهتين الإفريقية والأوروبية، حيث بدا لافتا النشاط الكبير للسلطات الأمنية في هذا المجال، الذي يؤكد جهود واستراتيجيات المغرب المستمرة في الحرب على المخدرات وشبكاتها الدولية النشطة في المنطقة.
وقد مكنت جهود المغرب في مجال مكافحة المخدرات، خلال الأيام الأولى من سنة 2024 من حجز كميات مهمة من المخدرات، حيث أسفرت عملية مشتركة بين عناصر الأمن الوطني والجمارك العاملة بمعبر الكركرات الحدودي جنوب مدينة الداخلة، زوال اليوم الاثنين، عن إحباط عملية للتهريب الدولي لشحنة كبيرة من المخدرات القوية، وحجز 362 كيلوغراما و950 غراما من مخدر الكوكايين كانت موجهة نحو المغرب انطلاقا من الخارج.
وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن عمليات المراقبة الحدودية والتفتيش الدقيق كانت قد أسفرت عن ضبط هذه الشحنة من المخدرات القوية، المكونة من 16 رزمة، مخبأة بعناية بمقصورة وهيكل شاحنة للنقل الدولي للبضائع مرقمة بالمغرب، مباشرة بعد وصولها إلى المعبر الحدودي الكركرات قادمة من إحدى دول إفريقيا جنوب الصحراء، فضلا عن توقيف سائق هذه الشاحنة ومساعده، وهما مواطنان مغربيان يبلغان من العمر 40 و41 سنة.
وتندرج هذه العملية الأمنية في سياق المجهودات المكثفة التي تبذلها مصالح المديرية العامة للأمن الوطني لمكافحة التهريب الدولي للمخدرات، وتحديدا الاتجار غير المشروع في المخدرات القوية والمؤثرات العقلية المهربة انطلاقا من خارج المغرب.
وبعد هذه العملية، جرى الإعلان عن عدد من الحالات، التي جرت في مناطق متفرقة من المملكة، تم فيها ضبط كميات مختلفة من المخدرات وتوقيف متورطين فيها، وذلك في إشارة إلى أن هذه الحرب متواصلة ومستمرة ضد الشبكات التي لا تدخر جهدا في استهداف المغرب ومحاولة جعله حلقة محورية في أنشطتها الإجرامية.
وفي تعليقه على الموضوع، قال محمد عصام العروصي، خبير استراتيجي، إن حملات اليقظة التي تقوم بها مصالح الأمن المغربية “دائما ما تكون ممنهجة، وليست مناسباتية، ومتابعة متواصلة لهذه الشبكات الإجرامية”.
وأضاف العروصي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الجانب العملياتي الذي يطبع هذه العمليات “غير مرتبط بالجانب السياسي أو ظرفية سياسية أو توقيت معين للاتجار الدولي بالمخدرات الصلبة”، مستدركا بأن بعض حملات التطهير التي تقوم بها الأجهزة تأتي في “مرحلة حساسة جدا، خاصة في الظرفية الاقتصادية الحالية التي تتميز بالأنشطة غير الشرعية في مناطق تعيش على إيقاع التوترات”.
وتابع الخبير الاستراتيجي ذاته بأن جماعات الجريمة المنظمة تنشط بشكل كبير في هذه المرحلة، مبرزا أن موضوع الاتجار الدولي بالمخدرات وشبكات الجريمة المنظمة بالمنطقة ناتج عن تواجد “بارونات مخدرات لهم ارتباطات مهمة ووثيقة في هذه الظرفية الاقتصادية والأمنية، مستفيدين من الهشاشة الأمنية التي تعيشها بعض المناطق”.
وأوضح الخبير الاستراتيجي أن موقع المغرب، باعتباره صلة وصل بين إفريقيا وأوروبا والعالم، يجعله عرضة لاستهداف هذه الشبكات وتعزيز أنشطتها، مبينا أن المثلث الدولي للمخدرات يتشكل من “دول إفريقية، منها المغرب، ودول أمريكا اللاتينية، ودول آسيوية، كأفغانستان وباكستان، التي تعرف بزراعات الهروين والمخدرات الصلبة”، مشددا على أن هذه الدينامية تبين أن المغرب “مستهدف، على اعتبار أنه يمثل بوابة إفريقيا والعديد من البارونات يشتغلون في دول الساحل الإفريقي”.