عبد الحفيظ زياني
عادة مايتم استحضار التجارب الانتخابية السابقة، على أنها هزائم هنا، و انتصارات هناك، حيث يعمد البعض إلى تبني أفكار واعتماد توجهات كخيار يركز في مجمله على قناعات وأفكار قد تكون سبيلا إلى تحقيق الطموح وبلوغ الهدف.
إذا كانت الممارسة السياسية إيديولوجية في جوهرها، فلا يجب أن يكون الإيمان الراسخ والحتمي، مرتكزا على كون المحطات الانتخابية معارك أو حروب، بل يجب أن تشهد تجدد المبادرات، من خلال الاشتغال على كبرى الملفات، لأن زمن التنمية لايرحم، وبدل أن يكون الصراع فرداني شخصي، يجب أن يكون صراع أفكار ومشاريع، فالرهان الأسمى يجب أن ينتقل من رهان ربح وانتصار، إلى رهان تنمية، يعتمد، أساسا، على الارتقاء والسمو في اتجاه وعي بضرورة تحقيق المدنية.
عادة، بعد مرور كل محطة تقويمية، يتم إعادة ترتيب الاهتمامات، وتسطير الأولويات، والعلاقات يجب أن تكون علاقات تكامل ومصالحة، لكي يرتقي الخطاب المتداول، من خطاب كره، سب، وقدف، وطعن في المصداقية، وتشكيك، وغياب ثقة، نحو خطاب قائم على احترام المساحات والأعراف، ففي إطار تقويم الذات ومسائلتها، باستمرار، على كل من ينصب نفسه مهتما بالشأن العام، تجاوز الإخفاق والفشل، طرح حلول، و اقتراح بدائل.
غالبا ما يأتي في صدارة الاهتمام، التأسيس لعلاقة المصالحة وتبادل الخبرات و التجارب، في إطار احترام متبادل، فمن أساسيات الثقافة المجتمعية، اعتماد خريطة طريق مرحلة جديدة، و ابتكار أساليب ووسائل بإمكانها تجاوز الإخفاق الفعلي، في شموليته، فليس الفشل والإخفاق هو خسارة مقعد انتخابي، بقدر ما هو خسارة الموعد مع التنمية.