متابعة
أعلن وزير الخارجية والجالية الجزائري، رمطان لعمامرة، أن بلاده قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية بداية من اليوم الثلاثاء 24 من شهر غشت الجاري، بعد ما أسماه بـ”استمرار الأعمال العدائية من طرف المغرب”، و”الصبر الطويل” لـ”قصر المرادية”.
وقال لعمامرة، خلال تلاوته بياناً صادرا عن الرئاسة الجزائرية، إن “المغرب لم يتوقف يوما عن القيام بأعمال غير ودية، وأعمال عدائية ودنيئة ضد بلدنا، وذلك منذ استقلال الجزائر”، مضيفاً أن “هذا العداء الموثق بطبيعته الممنهجة، والمبيتة، تعود بدايته إلى الحرب العدوانية المفتوحة سنة 1963”.
وتابع لعمامرة، أن هذه الحرب “التي شنتها القوات المسلحة الملكية المغربية، عرفت استعمال المغرب لأسلحة ومعدات عسكرية ثقيلة وفتاكة، خلفت ما لا يقل عن 850 شهيداً جزائريا، ضحوا بحياتهم من أجل الحفاظ على السلامة الترابية لوطنهم، الوطن الذي ساهموا قبل ذلك بقليل في تحريره”، حسبه.
وأردف لعمامرة أنه “على الرغم من الجراح الكبيرة التي خلفتها هذه المواجهة المساحة، فقد عملت الجزائر جاهدة على إقامة علاقات عادية مع الجار المغربي”، مسترسلاً أنه “من هذا المنطلق جاءت معاهدة الأخوة وحسن الجوار والتعاون، وكذا اتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين، وهما الوثيقتين الموقعتين في أبريل 1989، و1972”.
وزاد رئيس الدبلوماسية الجزائرية، أن المغرب، قرر في سنة 1976، وبشكل “فجائي قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر، التي قامت حينها إلى جانب عدد من الدول الشقيقة الأخرى”، باتخاذ القرار السيادي بالاعتراف بالجمهورية الوهمية لجبهة البوليساريو الانفصالية.
وواصل: “بعد 12 سنة من قطع العلاقات، قرر البلدان سنة 1988، تطبيع العلاقات الثنائية، وإدراجها ضمن منظور تاريخي يأخذ بعين الاعتبار المصير المشترك للشعبين الجزائري والمغربي، وضرورة تعزيز التعاون المثمر بين البلدين، جاء هذا التطبيع، بعد الجهود الحميدة والجديرة بالتقدير التي بذلها عدد من رؤساء الدول الصديقة”.
وحاول لعمامرة، أن يربط بين استئناف القرار السيادي للمغرب، القاضي باستئناف العلاقات مع إسرائيل، وبين خطوة بلاده قطع العلاقات مع المملكة، حيث ادعى أنه من بين النقاط التي تضمنها البيان المشترك لاتفاقية المغرب والجزائر لسنة 1989، حقوق الشعب الفلسطيني، الأمر الذي تم نقضه، وفقه.
وأشار العمامرة في المؤتمر الصحفي، إلى أن بلاده صبرت كثيرا على الاعتداءات المتكررة التي يقوم بها المغرب تجاهها، آملة أن تستيقظ، وفقه، العقول والقلوب، من أجل إعادة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها، وتحسينها مع الجيران، وأيضا مع الجمهورية الوهمية لـ”البوليساريو”.
وكانت الجزائر قد قررت في وقت سابق استدعاء سفير الجزائر لدى الرباط للتشاور، إثر ما اعتبرته غياب أي رد إيجابي للدعوة التي أرسلتها وزارة الخارجية للمملكة المغربية لتوضيح موقفها النهائي من الوضع “بالغ الخطورة”، الناجم عن تصريحات سفير المغرب بنيويورك.
وقال البلاغ الصادر عن وزارة الخاريجية الجزائرية، إن هناك ضرورة لتوضيح المملكة المغربية لموقفها النهائي من الوضع الناجم عن التصريحات المرفوضة لسفيرها بنيويورك.
وتحدثت الجزائر، عن غياب أي صدى إيجابي ومناسب من قبل الجانب المغربي، لتقرر اليوم استدعاء سفير الجزائر بالرباط، فورا للتشاور، كما لم تستبعد اتخاذ إجراءات أخرى، حسب التطور الذي تشهده هذه القضية”.