متابعة
بامتعاض يمكن قراءة ردود الفعل الإعلامية في الجزائر بعد خطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 22 لاعتلائه عرش المملكة المغربية، والذي جدد من خلاله مبادرة اليد الممدودة لإنهاء الخلافات بين الجارين وإعادة فتح الحدود.
وزعمت جريدة “الجزائر الجديدة” أن المغرب يتودد إلى الجزائر ووصفته بـ”جار السوء” ثم قالت في عنوان عريض على غلافها “توبة أم مناورة جديدة؟”، وكذلك عنونت جريدة “المغرب الأوسط”: المغرب يتودد إلى الجزائر.. !
وادّعت جريدة “الموعد اليومي” أن المغرب يريد الظهور في ثوب الضحية وقالت إن هنالك “موجة عداء ظاهرة وباطنة تجاه الجزائر ترجمها دعمه للحركات الإرهابية”.
وكتبت جريدة “الإخبارية” على صدر غلافها “ماذا يريد محمد السادس من الجزائر بالضبط؟”، وذهبت إلى حدود تجريم المملكة المغربية واتهامها بالتجسس و”شيطنة الجزائر” معتبرة أن الخطاب محاولة لتبييض صورة المخزن.
ووصفت جريدة “الحوار” خطاب الملك بـ “الاستفزازي”، وزعمت أن الملك محمد السادس يستجدي الجزائر لفتح الحدود وطي صفحة الماضي.
اللافت في عناوين المطبوعات الجزائرية على اختلاف اسمائها، استعمالها لعبارات متشابهة مثل “جار السوء” و “التودد”، وكلها تدور في رحى واحد بين تحقيق “بيغاسوس” واتهامات دعم الإرهاب واستهداف الجزائر.
ونختم قراءتنا في بعض هذه الجرائد، بأن روح الخطاب الملكي الصادقة تتطلب منا كإعلام وطني ألا نرد بالمثل. فالصبر على الأذى قوة، وطريق المصالحة لا بد له من نفس وضبط للنفس.