عاود الملك محمد السادس مد يد المغرب إلى الجزائر للمصالحة وإنهاء الوضع الحالي الذي يسوده الخصام السياسي والسجال الاعلامي والدبلوماسي، لكن رد قصر المرادية لم يصدر أي تعليق واختار مراسلة جبهة البوليساريو وتمرير تعليقها على خطاب عيد العرش في وكالة الأنباء الرسمية للبلاد.
الملك قال في خطابه إن الأسباب التي كانت وراء إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر ” أصبحت متجاوزة، ولم يعد لها اليوم، أي مبرر مقبول “، وأضاف ” قناعتي أن الحدود المفتوحة، هي الوضع الطبيعي بين بلدين جارين، و شعبين شقيقين”.
ويبدو أن لا رغبة لدى النظام الجزائري في المصالحة مع المغرب، ففي الخطاب الملكي وردت العبارة التالية “نحن إخوة فرق بيننا جسم دخیل، لا مكان له بيننا”، فسرها محللون أن المعني بها هو جبهة البوليساريو الانفصالية التي هي أصل المشكلة، غير أن وكالة الأنباء الرسمية التي تمثل الخط الإعلامي للدولة نشرت ليلة السبت بيانا للجبهة يعلق على خطاب الملك ويسرد لائحة من الاتهامات للمملكة.
ثم في اليوم الموالي للخطاب، وعلى غير عادة قصر المرادية، أرسل عبد المجيد تبون بعد وفاة مسؤول “مخابرات” الجبهة، برقية تعزية إلى ابراهيم غالي ليس بصفته زعيما للبوليساريو بل ورد في تدوينة على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية الجزائري ما يلي: “بعث رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، برسالة تعازٍ ومواساة، لرئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، السيد إبراهيم غالي، إثر وفاة وزير التوثيق والأمن المرحوم عبد الله الحبيب بلال، الذي يعد واحدا من الإطارات والأبناء المناضلين للشعب الصحراوي”.
وتعليقاً على رد الفعل الجزائري، يرى القيادي السابق في الجبهة مصطفى سلمى ولد مولود في تدوينة فيسبوكية أن “الجزائر باقية على عهدها القديم. فليس من عادة الرؤساء الجزائريين التعزية في وفاة قياديي جبهة البوليساريو”.
ابراهيم لفضيلي