لا أحد يُنكر أن حقيقة الصراع الدائر اليوم بالدريوش، هو”صراع عروش”يتخذ من المجال السياسي مسرحا له بعدما تضاربت المصالح بين أباطرة معلومين …كما لا ينكر أحدٌ أن هذا الصراع يعبّر عن نفسه بطريقة غير مباشرة تتخذ من التراشق السياسي_تحت ذريعة النقاش العمومي_وسيلة وأداة لتصفية حسابات لا يعلم مقدار تكلفتها إلا اللاعبون الحقيقيون.
لكن وبمقابل ذلك فليس كل من انخرط في الترافع عن هموم المغلوب على أمرهم ونطق بالحق فيما يتعلق بوتيرة التنمية بالمدينة وطريقة تدبير شأنها المحلي،يُعتبر تابعا أو محسوبا على تعبير معين من التعبيرات التي تخوض حربا بالوكالة عن دافعي”البقشيش”؛
فالجميع يعلم أن الكثير من الأسماء قد سَطع بريقها النضالي والسياسي محليا، قبل أن يختلف الأباطرة وينقسمون إلى شيّع متحاربة…أسماء معروفة بنزاهتها وكفاءَتها، قدمت من موقعها الخاص الغالي والنفيس في سبيل خلق رأي عام محلي مستقل ومسؤول، وناضلت للسنوات من أجل جعل الشأن المحلي قضية الساكنة الأولى والأهم ،بعيدا عن لغة الربح والخسارة التي تشكل قاعدة-للسلوك السياسي- المحلي اليوم وللأسف…ولا زالت بعض الوجوه المنتمية لهذا الصنف الناذر من الغيورين تواصل انخراطها المسؤول والفاعل في تحريك النقاش المحلي حول مختلف القضايا التي تهم مدينتنا دون اعتبارات سياسية ضيقة…وحتى إذا ما حضرت المصلحة السياسية فإنما تحضر كوسيلة فقط،يمكن من خلالها النفاذ إلى مركز القرار الذي بات محتكرا بإسم أشخاص معينين لم ولن يقدموا للدريوش شيئا مادام دافعهم الأول هو المصلحة الشخصية وليس المصلحة العامة؛ التي ستظل مغيّبة إلا إذا انبثق وعي جديد يحسم مع هذا التصنيف السلبي:أغلبية/معارضة من جهة،ويبني على التراكم الايجابي السابق الذي حققته الفئة المذكورة ويحسم مع كل الاصطفافات المجانية من جهة أخرى، وهذا “الطريق الثالث”وحده سيمكننا من العودة إلى جادة الصواب السياسية.