ورط حكم إفراغ استهدف ورشة للرخام بالقنيطرة، نفذ الثلاثاء الماضي، مأمور إجراءات التنفيذ بالمحكمة الابتدائية وخبيرا، بعد أن اتضح أنه تم باسم شخص توفي منذ ستة أشهر، وأن أبناءه أخفوا واقعة الوفاة بالاحتيال، مستعينين لتنفيذ الحكم بوكالة خاصة باسم الراحل لتضليل العدالة.
واستعان مأمور إجراءات التنفيذ بالقوة العمومية متمثلة في ضابط شرطة ممتاز وضابط أمن بالدائرة الأولى بالقنيطرة، من أجل تنفيذ حكم الإفراغ، وعمد إلى إغلاق الورشة لعدم وجود مالكها، الذي كان في مهمة خارج القنيطرة، وعين حارسا قضائيا عليها، بعد تحديد مساحتها، وعد جميع منقولاتها وتجهيزاتها، بمساعدة خبير.
وواجه مالك الورشة، مأمور إجراءات التنفيذ والخبير في لقاء بالمحكمة ببطلان إجراءات الإفراغ لوفاة طالب التنفيذ منذ أشهر، وبطلان الوكالة التي استعان بها أبناء الراحل في تنفيذ القرار، فادعيا عدم علمهما بواقعة الوفاة، وأقرا أنهما ضحيتا تدليس من قبل أبناء الراحل.
وأكدت المصادر أنه رغم هذه التبريرات، تظل مسؤولية مأمور إجراءات التنفيذ والخبير قائمة، بحكم أنهما ملزمان بالتأكد من أن طالب التنفيذ ما زال على قيد الحياة، مشيرة إلى أن مالك الورشة، قرر تقديم شكاية ضدهما، لتحميلهما المسؤولية كاملة في خرق القانون.
والمثير في هذا الملف، أن الراحل الذي صدر حكم الإفراغ باسمه في 2017، وحدد تاريخ تنفيذه الثلاثاء الماضي، كان موضوع شكاية بتهمة التزوير، أمر الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالقنيطرة الشرطة القضائية التحقيق فيها، تقدم بها مالك العقار الذي توجد عليه ورشة الرخام. وحسب الشكاية، فإن الورشة توجد ضمن عقار مساحته أزيد من 3000 متر مربع، وأن مالكه حرر مع الراحل عقد بيع لدى موثق لتمكينه من 2000 متر مربع، إلا أن الراحل، تعمد ضم العقار الذي توجد عليه ورشة الرخام إلى المساحة التي اقتناها بطرق ملتوية خلال عملية التحفيظ العقاري، وتقدم بدعوى لإفراغ مالكها.
وتقدم مالك الورشة بشكاية إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالقنيطرة، من أجل الحكم ببطلان إجراءات التنفيذ، بحكم أن صاحب الدعوى توفي منذ أشهر، واتهام أبنائه بتعمد الإدلاء ببيانات كاذبة للعدالة.
وأكدت مصادر أن أبناء الراحل حاولوا التدليس على العدالة بإخفاء وفاة والدهم, من أجل تنفيذ حكم الإفراغ, لتفادي إجراءات إصلاح مسطرة التنفيذ، التي تفرض عليهم تقديم رسم إراثة للمحكمة، ليحلوا محل مورثهم في طلب تنفيذ حكم الإفراغ بقرار من المحكمة، وهي الإجراءات التي تتطلب الكثير من الوقت.
مصطفى لطفي