شهدت أسعار زيت الزيتون في إسبانيا، الجارة الشمالية للمغرب، انخفاضاً ملموساً خلال الأيام الأخيرة، إذ تراجع سعر الطن من زيت الزيتون البكر الممتاز إلى نحو 3800 يورو، بعد أن بلغ سقف 9000 يورو في ذروته العام الماضي. ويُعزى هذا الانخفاض إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها الإجراءات الجمركية الأمريكية الأخيرة، والتساقطات المطرية التي أنعشت مناطق الإنتاج الرئيسة، إضافة إلى توقعات إيجابية بشأن الموسم الفلاحي المقبل.
وحسب بيانات حديثة من منصات متخصصة، بلغ سعر الطن من زيت الزيتون البكر الممتاز 3800 يورو، فيما استقر سعر البكر العادي عند 3092 يورو، وسجل زيت “اللامبانتي” 2791 يورو للطن، في تأكيد للاتجاه التراجعي الذي تنبأت به مؤسسات اقتصادية أخرى.
ولم يقتصر التراجع على الزيوت فقط، بل شمل أيضاً مجموعة من المنتجات الفلاحية، وعلى رأسها الحبوب مثل القمح اللين والعلفي والشعير، خاصة في أسواق سالامانكا، ليون وطليطلة، بفعل وفرة العرض وزيادة واردات السلع منخفضة التكلفة. كما سُجل انخفاض كبير في أسعار البيض في أوروبا بسبب تفشي إنفلونزا الطيور.
في المقابل، ارتفعت أسعار بعض المنتجات مثل اللوز والماشية، خاصة مع ارتفاع وتيرة صادرات الأبقار والأغنام الإسبانية إلى المغرب والجزائر تحضيراً لعيد الأضحى. وتأتي هذه التطورات في وقت دعا فيه الملك محمد السادس المواطنين إلى الامتناع عن ذبح الأضاحي هذا العام، في ظل التراجع الكبير في أعداد المواشي بسبب الجفاف الذي تشهده المملكة للسنة السابعة على التوالي، وهي دعوة لقيت تجاوباً واسعاً لدى شرائح متعددة من المجتمع.
وفي الوقت الذي يرى فيه مستوردون مغاربة في هذه التراجعات فرصة لرفع هامش الربح، يطرح المستهلك المغربي سؤالاً مشروعاً: هل ستنعكس هذه الانخفاضات على السوق الوطنية وتُخفف من عبء الأسعار المرتفعة؟ أم أن الفارق سيبقى رهين حلقات الوساطة والمضاربة؟
