قرر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بورزازات إحالة إمام مسجد ومدرس ديني لحفظ القرآن الكريم بدوار زاوية سيدي بلال، التابعة لجماعة وقيادة وسلسات بتازناخت، على قاضي التحقيق من أجل ارتكابه جناية هتك عرض قاصرات باستعمال العنف باعتباره موظفا دينيا، وجنحة حيازة صور خليعة وإباحية، فأمر القاضي بعد استنطاقه بإيداعه السجن المحلي بورزازات.
وكانت مصالح المركز القضائي للدرك الملكي بورزازات، قد قدمت اليوم الثلاثاء، أمام الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالمدينة ذاتها، الإمام المتهم، من أجل هتك عرض طالبات قاصرات لا يتجاوز سنهن 13 سنة، يدرسن لدى المشتكى به بالمسجد مادة حفظ القرآن الكريم، بعد أمر سابق للوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بورزازات بفتح بحث معمق ودقيق إثر توصله بمجموعة من الشكايات من أولياء أمور الضحايا، مفادها أن المشتكى به يقوم بلمس الطالبات القاصرات بيده على مستوى صدورهن وبشكل مباشر، كما يقوم بتقبيلهن على مستوى الخدود، وكذا وضعهن فوق فخديه، مؤكدين جميعا أن تصرفاته تلك كانت بسوء نية الغرض منها إشباع رغباته الجنسية الدفينة.
وكشف مصدر جيد الاطلاع أن البحث في موضوع تلك الشكايات جاء نتيجة حرص النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بورزازات بكل مكوناتها، وبتنسيق وتعاون مع المنظمات الحقوقية وهيئات المجتمع المدني، من أجل السهر على حماية كل الفئات وصيانة حقوقها من أي تعسف أو اعتداء؛ وعلى رأس الفئات المشمولة بالحماية الأطفال.
المشتبه فيه، الذي ينحدر من جماعة تيدلي، كان قد وُجهت إليه تهم مشابهة في قضية سابقة تم تبرئته منها، إلا أن الحادثة الحالية أثارت تساؤلات جديدة حول سلوكه.
وقد جاء قرار التوقيف تحت إشراف مباشر من الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بورزازات، بهدف حماية حقوق الأفراد، خصوصًا الفتيات، وبالتنسيق مع جمعيات حقوق الطفل والمجتمع المدني. هذا القرار اتخذ بعد صدور حكم بالبراءة لصالح المعني بالأمر في قضية سابقة، من أجل ارتكابه أفعالا مماثلة تتعلق بهتك عرض قاصرات أخريات، في وقت استمرت شكايات أهالي فتيات أخريات تعرضن لنفس الأفعال الإجرامية غير المقبولة من قبل الفقيه. وهي الحادثة الحالية أثارت تساؤلات جديدة حول سلوكه.
ليقرر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بورزازات الذي أشرف على سير الأبحاث المنجزة من قبل مصالح الدرك الملكي، إذ تم الاستماع إلى الضحايا بشكل مفصل ودقيق، كما تم الاستماع إلى الشهود الذين أكدوا واقعة الاعتداء على عرض الطالبات القاصرات من قبل المشتكى به، وأخضع الأخير للأبحاث المعمقة وبكل جدية ومسؤولية من قبل عناصر الضابطة القضائية التابعة للمركز القضائي للدرك الملكي بورزازات، وهو ما مكن من الوصول إلى هوية العديد من الضحايا والشهود.
وبعد مواجهة المتهم بالتصريحات المتناسقة للضحايا وبوسائل الإثبات التي تم الوصول إليها لم يجد بدا من الاعتراف بالمنسوب إليه من قبل الأطراف المشتكية، كما أن الأبحاث المعمقة معه مكنت من العثور بهاتفه على مجموعة من الصور الإباحية.