يراهن المغرب على تقنية الاستمطار الاصطناعي، أو ما يُعرف بتلقيح السحب، كجزء من استراتيجيته لمكافحة الجفاف الذي يعاني منه. لكن هذه الخطوة أثارت جدلاً في الأوساط الإعلامية الإسبانية، حيث أعربت بعض وسائل الإعلام عن مخاوف من احتمال حدوث فيضانات نتيجة لهذا الإجراء.
وفي هذا السياق، أشارت صحيفة إسبانية إلى أن المغرب يسعى إلى تلقيح السحب لتحقيق هطول الأمطار، وهو ما قد يهدد بحدوث فيضانات وأمطار غزيرة في مناطق، بما فيها إسبانيا، التي لا تشهد عادة تساقطات مطرية كبيرة. ومع ذلك، فإن ما ورد في الصحيفة يبقى مجرد تكهنات غير مدعومة بأدلة علمية أو شواهد تاريخية موثوقة. وتشير التجارب إلى أن تقنية الاستمطار الاصطناعي قد تسهم في زيادة نسبة هطول الأمطار، لكن تأثيرها يظل محدودًا، ولا يمكن أن يؤدي إلى فيضانات سواء في المغرب أو في إسبانيا.
وفي تصريح خص به أحد المواقع الإلكترونية المغربية، أكد مصطفى العيسات، الباحث والخبير في المناخ والتنمية المستدامة، أن المعطيات المثارة في الصحافة الإسبانية تفتقر إلى الأساس العلمي وتبالغ في تصوير التأثيرات المحتملة لتقنية الاستمطار. وأوضح العيسات أنه لا توجد حتى الآن أية تقارير علمية أو شواهد تاريخية تدعم فكرة أن تلقيح السحب يمكن أن يتسبب في فيضانات أو حالات جفاف في المناطق المجاورة.
كما أضاف العيسات أن لجوء المغرب إلى الاستمطار الاصطناعي يمكن أن يكون له تأثيرات بيئية ومناخية، لكنها لا ترتقي إلى مستوى التأثير على الطقس في جنوب إسبانيا أو في الثغرين المحتلين، سبتة ومليلية. وأشار إلى أن احتمالية هطول الأمطار بفعل هذه التقنية تبقى محدودة ولا تتجاوز نسبة 20%، مشيرًا إلى أن التجارب العلمية، خصوصًا في الولايات المتحدة، أثبتت أن الأمطار التي تهطل بفعل هذه التقنية قد تحدث في أماكن غير مستهدفة، لكنها لا تكون بكميات كبيرة تسبب فيضانات.
ختامًا، نفى العيسات أي تأثير لتلقيح السحب على الرطوبة النسبية للغلاف الجوي، مؤكدًا أن المخاوف المثارة تبقى في إطار التهويل غير المستند إلى حقائق علمية.