حمزة المتيوي
علم، من مصادر مسؤولة، أن المغرب يستعد لتسلم إدارة المجال الجوي لمنطقة الصحراء من إسبانيا، من خلال إعداد المحطة الجوية الجديدة بمدينة أكادير، وهو الأمر الذي يأتي تنفيذا لاتفاق يتم التفاوض بشأن التوصل إليه منذ الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء الإسباني إلى المملكة.
المعطيات تفيد بأن المغرب يستعد لتقسيم مجاله الجوي إلى منطقتين، شمالية وجنوبية، بحيث يظل مركز المراقبة الجوية في الدار البيضاء مكلفا بالمناطق التابعة للسيادة الجوية المغربية حاليا وهي المناطق الشمالية، على يتولى مركز أكادير المنطقة الجنوبية المكونة من الأقاليم الصحراوية، فور تسلم إدارة مجالها من مدريد.
وأوضحت المصادر ذاتها أن المفاوضات جارية حاليا بين الحكومتين المغربية والإسبانية بشأن التنزيل الكامل للبيان المشترك المعتمد في ختام مباحثات الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز في الرباط، والصادر بتاريخ 7 أبريل 2022، بما يشمل مسألة المجال الجوي للصحراء، والجمارك التجارية في سبتة ومليلية.
وهاتان النقطتان كانتا على أجندة زيارة سانشيز الأخير إلى المغرب بتاريخ 21 فبراير 2024، للقاء الملك محمد السادس، والصيغة التي يتم التفاوض بشأنها حاليا هي أن يتم الإعلان عن تسليم المجال الجوي للصحراء إلى المغرب بالتزامن مع إعلان افتتاح الجمارك التجارية بمدينتي سبتة ومليلية.
وبالعودة إلى البيان المشترك لأبريل 2022، نجد في نقطته الثالثة ما يلي “سيتم الاستئناف الكامل للحركة العادية للأفراد والبضائع بشكل منظم، بما فيها الترتيبات المناسبة للمراقبة الجمركية وللأشخاص على المستوى البري والبحري”، لكن النقطة السابعة تقول في المقابل إنه “سيتم إطلاق مباحثات حول تدبير المجالات الجوية”.
مصادر أوردت أن المفاوضات بين الرباط ومدريد بخصوص الحدود ومجالات السيادة تتقدم منذ ذلك التاريخ، إذ بالموازاة مع اقترابهما من حسم القضايا الخلافية بشأن الحدود البحرية بين الصحراء المغربية وإقليم الكناري الإسباني، يتم الآن التفاوض بشأن تسليم إدارة المجال الجوي للأقاليم الجنوبية إلى المغرب.
وأضافت تلك المصادر أن المفاوضات بهذا الخصوص “متقدمة جدا”، ارتباطا بملف الجمارك التجارية في سبتة ومليلية، مشددة على أن من يتولى التفاوض عن الجانب المغربي هي وزارة الخارجية وليست وزارة النقل واللوجيستيك.
وعلى هذا الأساس يتم الآن إعداد محطة أكادير لتولي دورها الجديد، إذ إن هذه المُنشأة التي انتهى العمل فيها سنة 2019، والتي دخلت الخدمة قبل سنتين، لها دوران أساسيان، الأول هو أن تكون بديلة لمحطة الدار البيضاء في حال وقوع أي مشكلة، والثاني هو تولي إدارة المجال الجوي للصحراء