عبد الحفيظ زياني
تميزت الظرفية، باعتبارها محطة إعداد لاستحقاق2021، بطابع استثنائي،
انبثق عنه ظهور أسماء بارزة، قد تشكل قوة منافسة، وربما بإمكانها
المساهمة في إعادة تشكيل خريطة سياسية جديدة، فعلى المستوى المحلي، هذه المرة ليست كسايقتها، إذ أن أوجه الاختلاف تتضح من خلال التخطيط القبلي، ثم الإعداد المادي/ البشري، الذي اتضح من خلال تغطية فاقت كل التوقعات، إضافة إلى زواج حزبين سياسيين، والتحاق غاضبين، ما يجعل هذا الاستحقاق مختلفا، هو توفر الرغبة في التغيير، الحاضرة في جل الأشواط التي تسبق العملية الانتخابية، من بدايتها إلى نهايتها، بدء بابتكار أساليب وآليات جديدة، ثم استقطاب أعيان تمتلك من الخبرة ما يجعلها تشكل تهديدا حقيقيا، كما تم رصد إمكانات بشرية هائلة، إضافة إلى مساندة ودعم فئات من مختلف مناطق الإقليم، وحضور لوجيستيك يفوق التصورات، درجة قد تندر هذه الفترة بميلاد قطب منافس، اتسم بدخول وجوه بارزة غمار المنافسة، راهنوا على الفوز بكل ثقلهم.
يكاد يحصل الإجماع أن الوضع العام يشير إلى مجموعة من السيناريوهات
المتوقعة، أقواها أن التحالف الحزبي الجديد سوف يشكل مناسفة ساخنة، بعد أن نزل بكل ثقله، وجند كل طاقاته، لكن السباق الانتخابي لن يكون متكافئا على الإطلاق، فهو محكوم بجملة اعتبارات، ففي ظل البون الشاسع على مستوى الاستراتيجيات المعتمدة، وتوفر عاملي الخبرة والتجربة، وغياب التكافؤ على كافة المستويات، والإلمام بخبايا المبدان، وشبه الإجماع الحاصل بسبب اءتمالة أهم رموز وأعيان القبائل.
تشير أغلب الاحتمالات، أن السيناريو الأقوى هو عودة نفس الألوان السابقة،
ونفس الأشخاص، مع عودة بعض الوجوه القديمة/ الجديدة، وفشل بعضها في استرجاع مكانتها، ويظل عنصر المفاجئة حاضرا بقوة، رغم كل الأسباب
والعوامل سالفة الذكر، فعلى المستوى المحلي، قد تعرف بعض الدوائر
الانتخابية انقلابا حقيقيا على وجوه عمرت طويلا، كما هو الشأن بدائرة
الموت، حي القدس، الجماعة الترابية الدريوش، نموذجا، ورغم الاستثناء،
إلا أن أغلب الدوائر الانتخابية لن تعرف أي تغيير، وأهم الأسباب المتحكمة هو حضور ثلاث عوامل حاسمة في المنافسة: الخبرة، استمالة الأعيان،
الاستراتيجية وأسلوب الاشتغال، إضافة إلى الولاءات، ثم تركيبة المجتمع و
مدى رغبته في التغيير تظل عاملا هاما، كل هذه العوامل هي كفيلة ببقاء
الوضع على ماهو عليه.
إذا كان التنافس قد حكمته ظروف وملابسات عدة، أسباب ومسببات، فإنه يعد فرصة كافية لإثبات الوجود، وتحقيق الأهداف، حتما لابد أن يسود التنافس، ويعم الصراع، صراع البرامج والمشاريع، صراع البدائل الحقيقية، صراع الأفكار، بدل السقوط في خندق الذاتي والقبلي، الذي يعتبر منبع لتكريس الخلاف، بدل الاختلاف.
كل حزب سياسي في الإقليم إلا وقد عبر عن نفسه، فمهما اختلفت السبل
وتباينت الأساليب، تظل المنافسة على الظفر بأكبر عدد من المقاعد هدفا
مشتركا.
لعل تقارب حظوظ الفوز، لعدة اعتبارات، تجعل من السباق في ساحة جد صعبة، تمتلك خصوصيات جد معقدة و متشابكة، بالتأكيد، فإن المنافسة ستعرف إيقاعات متباينة، وأنماط مختلفة، وطرق ستتنوع بتنوع الإمكانيات.
بدون شك، فإن الفترة الحالية، تحديدا، هي في حاجة الى أحزاب نقية،
وأطر قادرة على لعب الأدوار، وتحالفات قوية، برؤى ومنهجيات موحدة، ومشروع تنموي مدروس، فالظرفية في حاجة إلى أطر مؤهلة، تستحضر أهمية الانخراط في الأوراش الكبرى، مهما تباينت الانتماءات و التوجهات.