تشهد سواحل إقليم الدريوش في الآونة الأخيرة تصاعداً مقلقاً في أنشطة الهجرة غير النظامية، الأمر الذي أثار نقاشاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية، بعدما توالت الأخبار عن تحركات مشبوهة لشبكات متخصصة في تهريب البشر نحو أوروبا.
ووفق معطيات متداولة من مصادر محلية، فقد أصبحت شواطئ جماعة أمجاو من أبرز النقاط التي تعرف نشاطاً مكثفاً لتلك الشبكات، خصوصاً في ظل فترات ضعف المراقبة الليلية ببعض المناطق الساحلية، لاسيما قرب نقاط الحراسة 16 و17 و18، التي تستغلها مافيات التهجير السري لإطلاق قواربها في اتجاه السواحل الإسبانية.
هذا التنامي في محاولات “الحريك” يأتي في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة يعيشها العديد من شباب المنطقة المنحدرين من أقاليم الناظور والدريوش وبركان، حيث يدفعهم الإحباط وغياب فرص الشغل إلى ركوب أمواج البحر بحثاً عن مستقبل مجهول، رغم المخاطر التي كثيراً ما تنتهي بمآسٍ إنسانية.
وفي هذا السياق، دعت فعاليات محلية إلى تشديد المراقبة الأمنية على طول الشريط الساحلي الممتد من تمسمان إلى رأس كبدانة، وتكثيف الدوريات البحرية للحد من تحركات المهربين، الذين يستغلون التضاريس الوعرة وغياب الإنارة لتنفيذ عملياتهم تحت جنح الظلام.
من جهة أخرى، شدد عدد من الفاعلين الجمعويين على أن معالجة الظاهرة لا يمكن أن تقتصر على المقاربة الأمنية فقط، بل تتطلب رؤية تنموية شاملة تفتح آفاقاً جديدة أمام الشباب، عبر خلق فرص عمل وتحريك عجلة الاستثمار المحلي.
وتبقى الهجرة السرية بسواحل إقليم الدريوش واحدة من أبرز التحديات الاجتماعية التي تستدعي تدخلاً عاجلاً من مختلف المتدخلين، من أجل إنقاذ أرواح الشباب وصون سمعة المنطقة التي بدأت تُعرف في الآونة الأخيرة كأحد الممرات الرئيسية لقوارب الموت.




