شهدت سواحل إقليم طانطان خلال الساعات الماضية انطلاق رحلة جديدة من رحلات الهجرة غير النظامية، انتهت بوصول 111 مهاجراً إلى جزيرة لانزاروت التابعة لجزر الكناري الإسبانية، في أحدث فصول الهجرة عبر هذا المسار البحري الخطير.
وبحسب المعطيات المتوفرة، فقد تم تسجيل وصول مجموعتين من المهاجرين إلى الجزيرة، ضمت الأولى 56 شخصاً من بينهم أربع نساء، فيما شملت الثانية 55 مهاجراً، بينهم ثلاث نساء، جميعهم خاضوا الرحلة من السواحل الجنوبية للمغرب في ظروف محفوفة بالمخاطر.
وتأتي هذه الواقعة في سياق استمرار تدفق قوارب الهجرة نحو الأرخبيل الإسباني، رغم التحذيرات المتكررة من المنظمات الإنسانية والسلطات المختصة بشأن خطورة المسار الأطلسي الذي يعتبر من أكثر طرق الهجرة فتكاً في العالم.
وتواجه السلطات الإسبانية ضغوطاً متزايدة نتيجة تزايد أعداد الوافدين على جزر الكناري، ما يخلق تحديات إنسانية ولوجستيّة في مراكز الاستقبال، ويضاعف من الجهود الأمنية الرامية إلى مراقبة الحدود البحرية وإنقاذ الأرواح في عرض البحر.
ويرى متتبعون أن استمرار هذه الرحلات يعكس واقعاً اجتماعياً واقتصادياً صعباً يدفع العديد من الشباب إلى المجازفة بحياتهم بحثاً عن فرص أفضل في الضفة الأوروبية، رغم إدراكهم للمخاطر الكبيرة التي تنطوي عليها هذه الرحلات.
وتسلط هذه الحادثة الضوء مجدداً على اتساع ظاهرة الهجرة غير النظامية عبر السواحل المغربية، وما تفرضه من تحديات إنسانية وأمنية تستدعي تنسيقاً أكبر بين دول المنطقة لإيجاد حلول شاملة ومستدامة لهذه المعضلة المعقدة.




