أصوات الدريوش
بثت إذاعة NOS Radio 1 الهولندية، التابعة للتلفزيون الرسمي الهولندي NOS، تقريراً مطولاً أعدته الصحفية الهولندية من أصل مغربي سهيلة حلوشي، سلطت فيه الضوء على الغلاء الفاحش الذي تعرفه مدينة الحسيمة ومنطقة الريف عموماً خلال فصل الصيف، وهو ما أثار ردود فعل واسعة، خصوصاً في أوساط الجالية المغربية المقيمة بهولندا، التي تنحدر أغلبيتها من المنطقة.
وأشارت الصحفية في مداخلتها الإذاعية إلى أن الأسعار ارتفعت بشكل ملحوظ هذا الصيف مقارنة بالسنوات الماضية، وحتى مقارنة بمناطق أخرى في المغرب. وذكرت أن أسعار تذاكر الطيران من هولندا إلى المغرب تصل خلال شهري يوليوز وغشت إلى 800 أو 900 يورو، في حين لا تتعدى 300 يورو خلال باقي شهور السنة.
كما لفتت إلى أن عدداً من المطاعم في مدن كالحسيمة يعمد إلى رفع الأسعار خلال الموسم السياحي، حيث يتم تعليق قوائم طعام مؤقتة بأسعار أعلى، خصوصاً في المطاعم التي تستهدف السياح القادمين من أوروبا، مضيفة: “تجد مطاعم بواجهات باللغة الهولندية تُقدم وجبات بأسعار مرتفعة، مثل مطعم “الزاوية” الذي يديره مهاجرون مغاربة من هولندا، حيث يُباع ساندويتش فريكندال سبيسيال بـ4.50 يورو، وساندويتش غريل وورست بـ7 يورو، وهي أرقام مرتفعة جداً مقارنة بالمستوى المعيشي المحلي”.
وأكدت حلوشي أن الغلاء لا يطال فقط قطاع السياحة والمطاعم، بل يمتد إلى المواد الغذائية والسلع الأساسية، التي باتت تثقل كاهل السكان المحليين، خصوصاً في الأسواق الشعبية. وذكّرت بأن منطقة الريف تُعد من أكثر مناطق المغرب تهميشاً وفقراً، مما يجعل تأثير ارتفاع الأسعار أكثر قسوة على السكان.
وأضافت أن الاعتماد الاقتصادي المفرط على فصل الصيف، وبالضبط شهري يوليوز وغشت، يساهم في تقلب الأسعار وارتفاعها بشكل استثنائي، بخلاف مناطق أخرى تشهد نشاطاً سياحياً على مدار السنة.
وقد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لمواطن من الناظور يشتكي من ارتفاع أسعار المقاهي، حيث أشار إلى أن ثمن فنجان القهوة بالمدينة يفوق بثلاثة أضعاف نظيره في مدينة مليلية المجاورة، رغم أن دخل سكان الأخيرة أعلى بثلاث مرات.
ورغم هذه التحديات، تؤكد حلوشي أن المغاربة المقيمين بأوروبا، خصوصاً من هولندا، يواصلون زيارة الريف صيفاً لأسباب عائلية وشخصية، موضحة أن الكثير منهم يمتلكون منازل في المنطقة أو يرغبون في لقاء أقاربهم القادمين من بلدان أوروبية أخرى.