تشهد أسواق إقليم الدريوش، وعلى رأسها سوق جماعة امطالسة، موجة غلاء غير مسبوقة في أسعار الفواكه الصيفية، ما جعلها تغيب تدريجيا عن موائد العديد من الأسر ذات الدخل المحدود، التي باتت تكتفي بفواكه أقل تكلفة مثل البطيخ الأحمر “الدلاح”، في ظل ارتفاع الأسعار بشكل لافت.
يُعد سوق جماعة امطالسة نموذجا صارخا لهذا الغلاء الفاحش، حيث تشهد أسعار العديد من الفواكه ارتفاعا يفوق القدرة الشرائية للمواطنين، ما خلف موجة من التذمر وسط المستهلكين الذين اعتادوا على تنوع الفواكه في هذه الفترة من السنة.
ويرجع عدد من المهنيين هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، من أبرزها ارتفاع الرسوم المفروضة داخل الأسواق، المعروفة بـ”العشار”، والتي تُثقل كاهل التجار وتدفعهم لرفع الأسعار لتعويض كلفة الشراء من الموردين.
كما أن بعض الفواكه لا تزال في بداية موسمها، مما يساهم في ارتفاع أسعارها، رغم التوقعات بانخفاضها تدريجيًا مع تزايد العرض في الأسواق خلال الأيام المقبلة.
إلى جانب ذلك، يواجه القطاع الفلاحي تحديات كبيرة، حيث لم يعد الاستثمار في الزراعة في متناول صغار الفلاحين بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وغلاء المعدات، فضلًا عن المخاطر المتزايدة المرتبطة بالجفاف.
وقد أدّت ندرة المياه وضعف التساقطات المطرية إلى مضاعفة أعباء الفلاحين، ما انعكس مباشرة على أسعار الفواكه، لتتحول من مواد استهلاكية موسمية إلى كماليات يصعب على شريحة واسعة من السكان اقتناؤها، خصوصًا في مناطق مثل الدريوش وجماعة امطالسة.