تتواصل فعاليات النسخة الثانية من “أيام آيت سعيذ الثقافية والفكرية والإبداعية”، المنظمة من طرف جمعية “أتشوكت الكبرى للتكافل الاجتماعي والتنمية المستدامة”، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، تحت شعار: “التراث الثقافي المغربي المتنوع… وقيم المواطنة”، وذلك في الفترة الممتدة من 30 يونيو إلى 11 يوليوز 2025، بمختلف فضاءات جماعة دار الكبداني التابعة لإقليم الدريوش.
وانطلقت هذه التظاهرة الثقافية بحملة بيئية يوم الاثنين 30 يونيو، همّت تنظيف وترتيب الفضاءات المحتضنة للأنشطة وتجهيزها باللوازم الضرورية. أما اليوم الموالي، فقد شهد افتتاحاً رسمياً بحضور المدير الإقليمي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب – السيد عزيز أشخلف، ورئيس جماعة امجاو السيد عبد العزيز البوبكاري، إلى جانب فعاليات جمعوية وثقافية وممثلين عن عدد من القطاعات بالإقليم.
وقد تخلل هذا اليوم عزف النشيد الوطني، تلاه تقديم كلمات افتتاحية من بينها كلمة رئيس الجمعية المنظمة، السيد المصطفى البرودي، وكلمة المدير الإقليمي، وكلمات أخرى شددت على أهمية التراث الثقافي المغربي كرافعة للهُوية الوطنية وأداة لترسيخ قيم المواطنة لدى الأجيال الصاعدة.
وشهدت الجلسة الافتتاحية ندوة فكرية أطرها كل من الباحث في قضايا الطفولة والشباب، سعيد لمسيح، والباحث المهتم بالثقافة الأمازيغية، سعيد بلغربي، واللذان قدما مداخلتين نوعيتين حول التراث الثقافي وعلاقته بالمواطنة، فضلاً عن التحديات التي تواجه التنشئة الاجتماعية في ظل تحولات المجتمع المغربي.
وفي اليوم الثالث من البرنامج، الأربعاء 2 يوليوز، احتضن المركز متعدد التخصصات وملاعب القرب بدار الكبداني ورشات في المسرح والرسم والتنشيط الثقافي والرياضي لفائدة الأطفال، حيث لقيت تفاعلاً كبيراً من المشاركين.
أما يوم الخميس 3 يوليوز، فقد خُصص لندوة علمية شارك فيها نخبة من الأكاديميين المتخصصين في التاريخ والتراث، ويتعلق الأمر بكل من الدكاترة: المصطفى الغديري، محمد سغوال، رشيد اليحياوي، ومحمد أشن. وتم خلال الندوة تقديم كتاب نادر يتناول “تقرير أطروحة دكتوراه في الطب للطبيب العسكري الإسباني إغناسيو إيريبارين حول قبيلة آيت سعيد”، كما ناقش المتدخلون موضوع “ملامح من تاريخ قبيلة آيت سعيذ خلال القرن 19م”، وسط حضور وازن من الفعاليات الأكاديمية والمدنية والإدارية بالإقليم، لتُختتم الندوة بتكريم المشاركين.
وبالموازاة مع ذلك، تواصلت ورشة الرسم الجداري بملاعب القرب، حيث أبدع المشاركون في إنجاز لوحات فنية تعكس الثراء الثقافي للمنطقة، قبل أن تُختتم فعاليات اليوم برحلة جماعية إلى شاطئ “غانشو”، تخللتها مأدبة غداء تقليدية تعبيراً عن قيم الكرم والهوية والانتماء.
هذا وتتواصل فقرات البرنامج إلى غاية 11 يوليوز، في أفق ترسيخ تقاليد ثقافية دائمة تنبع من عمق التراث وتخاطب الحاضر وتستشرف المستقبل.












































