احتضنت ساحة محمد العجوري بمدينة الدريوش، مساء أمس، عرضاً مسرحياً لافتاً تحت عنوان “سرح مسجونك”، قدّمه نخبة من أبرز نجوم المسرح المغربي، وسط حضور جماهيري واسع، تقدمهم باشا المدينة ورئيس المجلس البلدي، إلى جانب عدد من المنتخبين وفعاليات من المجتمع المدني.
العمل، الذي أخرجه الفنان حسن هموش، جاء بدعم من البنك الشعبي ومؤسسة التوفيق للتمويل الأصغر، في إطار مبادرة فنية تهدف إلى إعادة إحياء المشهد الثقافي وربط الجمهور بفن الخشبة من خلال مسرح يعالج الواقع المغربي.
المسرحية سلطت الضوء على عدد من المواضيع الاجتماعية الحساسة، من بينها زواج القاصرات، وتعدد الزوجات، وصراعات الإرث داخل الأسر، حيث نسجت الأحداث بطريقة درامية مشوقة تعكس عمق التناقضات في المجتمع المغربي.
وشهد العرض تألق عدد من الفنانين المعروفين، من ضمنهم نورا الصقلي، سامية أقريو، عبد الله ديدان، محمد الورادي، وعادل أباتراب، الذين نجحوا في شد انتباه الجمهور بأدائهم القوي وتفاعلهم مع النص ورسائله.
العمل خلف ردود فعل إيجابية في صفوف الحاضرين، الذين عبّروا عن إعجابهم بمستوى المسرحية وجرأة المواضيع المطروحة، معتبرين إياها خطوة مهمة في إعادة الاعتبار للفن المسرحي كوسيلة للتوعية والنقاش المجتمعي.
من جانبهم، أكد عدد من ممثلي المجتمع المدني أن هذه المبادرة تعد نموذجاً يجب تكراره في باقي مدن الإقليم، لما لها من أثر في تعزيز الوعي ونشر الثقافة المسرحية، خصوصاً في صفوف الشباب.
مسرحية “سرح مسجونك” لم تكن مجرد عرض ترفيهي، بل رسالة فنية حملت صوت الشارع إلى الخشبة، وأثبتت أن المسرح المغربي لا يزال قادراً على ملامسة القضايا المسكوت عنها، متى توفرت له شروط الدعم والانفتاح على الجمهور.

























































