خلدت عمالة إقليم الدريوش، يوم الإثنين 19 ماي 2025، الذكرى العشرين لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال تنظيم حفل رسمي بقاعة الاجتماعات بمقر العمالة، ترأسه عامل الإقليم عبد السلام فنيدو، بحضور الكاتب العام، ورئيس المجلس الإقليمي، والنائب البرلماني عبد الله البوكيلي، ورئيس غرفة الصناعة التقليدية لإقليمي الناظور والدريوش ورؤساء الجماعات الترابية، وممثلي القطاعات الحكومية، وشخصيات مدنية وعسكرية، إلى جانب فعاليات من المجتمع المدني ومستفيدين من مشاريع المبادرة، إضافة إلى الإعلام المحلي والوطني.
استهل الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة افتتاحية لعامل الإقليم، أكد فيها أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم 18 ماي 2005، أحدثت تحولا نوعيا في مقاربة التنمية، من خلال ترسيخ سياسة القرب، ووضع المواطن في صلب العملية التنموية، عبر برامج تروم محاربة الفقر والهشاشة، وتثمين الرأسمال البشري، خصوصا الأجيال الصاعدة.
وأشار عامل الإقليم إلى أن هذه المبادرة ساهمت بشكل فعال في تحسين ظروف عيش الساكنة، وتعزيز الولوج إلى الخدمات الأساسية، من صحة وتعليم وبنيات تحتية، إلى جانب خلق فرص الشغل لفائدة الشباب والنساء، مضيفا أن المرحلة الثالثة من المبادرة ترتكز على تقوية قدرات الأفراد وتمكينهم اقتصاديا واجتماعيا.
بعد ذلك، قدم رئيس قسم العمل الاجتماعي، عبد الواحد بلعري، عرضا مفصلا حول حصيلة عشرين سنة من تنفيذ مشاريع المبادرة على صعيد الإقليم، حيث تم إنجاز ما مجموعه 1570 مشروعا وتدخلا، بغلاف مالي إجمالي بلغ 496 مليون درهم، موزعة على ثلاث مراحل: 60 مليون درهم خصصت للمرحلة الأولى (133 مشروعا)، و203 مليون درهم للمرحلة الثانية (837 مشروعا)، ثم 233 مليون درهم للمرحلة الثالثة (600 مشروع).
وتنوعت هذه المشاريع بين تحسين البنية التحتية من طرق وماء وكهرباء، وبناء وتجهيز مؤسسات تعليمية وصحية، ودعم الإدماج السوسيو-اقتصادي للفئات الهشة، وتمويل الأنشطة المدرة للدخل، إضافة إلى إنشاء مراكز للتأهيل والإدماج، خصص لها ما يناهز 34 مليون درهم.
كما شهد اللقاء تقديم شهادات مؤثرة من مستفيدين من مختلف مناطق الإقليم، عبروا فيها عن الأثر الإيجابي لمشاريع المبادرة في تحسين أوضاعهم المعيشية، خاصة بالوسط القروي، حيث مكنت العديد من الأسر من موارد دخل وفرص عمل وخدمات اجتماعية حيوية.
وعلى هامش الحفل، قام عامل الإقليم، مرفوقا بالوفد الرسمي، بتدشين دار الأمومة بمركز جماعة دار الكبداني، والتي تم إنجازها وتجهيزها في إطار برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بكلفة إجمالية بلغت 1.7 مليون درهم، إلى جانب تخصيص 0.4 مليون درهم لاقتناء سيارة إسعاف مجهزة. ويتوفر هذا المرفق على فضاءات مهيأة للإيواء، وتجهيزات طبية أساسية، وطاقم إداري وصحي، بالإضافة إلى مؤطرات يشرفن على مرافقة النساء الحوامل وتوفير الدعم لهن خلال مرحلتي ما قبل وما بعد الولادة، خاصة في المناطق النائية.
كما قام العامل بافتتاح المعرض الإقليمي للمنتجات المحلية بمدينة الدريوش، والذي شاركت فيه تعاونيات نسوية وشبابية، ومبادرات فردية، تعرض منتوجات متنوعة تشمل الأعشاب الطبية، المواد الفلاحية، والصناعات التقليدية. ويهدف هذا المعرض إلى دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وتشجيع تسويق المنتوجات المحلية، وإبراز مؤهلات الفاعلين المحليين في مجالات الإنتاج والتسويق.
ويواصل إقليم الدريوش تخليد هذه الذكرى بتنظيم سلسلة من اللقاءات والمنتديات من 20 إلى 22 ماي بفضاء التكوين بالدريوش، تتناول مواضيع استراتيجية، من بينها: “الإدماج الاقتصادي للشباب بإقليم الدريوش: الرهانات والآفاق”، و”البعد السوسيو-ثقافي للتنمية البشرية: التحديات والرهانات”، و”المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كفاعل موحد في مجال التكفل بالفئات الهشة: القطب الاجتماعي بتفرسيت نموذجا”.
ويأتي تخليد هذه الذكرى في سياق وطني يروم تقييم حصيلة عشرين سنة من الأوراش التنموية، وترسيخ المكتسبات التي حققتها المبادرة باعتبارها إحدى الآليات الأساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر، ومواكبة المشاريع ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي بالإقليم.
