باشرت السلطات المحلية بمدينة الدريوش، خلال الأيام الأخيرة، حملة تحسيسية واسعة شملت مختلف الأحياء والشوارع، وذلك استعدادا لتنفيذ إجراءات تحرير الملك العمومي من مختلف أشكال الاحتلال العشوائي، التي تحولت إلى مصدر فوضى واختناق داخل المدينة.
وقد قاد باشا المدينة هذه الحملة شخصيا، مرفوقا بالقائدة الملحقة الأولى وأعوان السلطة، حيث تم التواصل المباشر مع أصحاب المحلات والمقاهي والباعة الجائلين ومستغلي الأرصفة، لتنبيههم إلى ضرورة الامتثال للقانون، والاستعداد لإخلاء الفضاءات العمومية المحتلة بدون ترخيص.
وأكد مصدر محلي أن هذه الحملة لن تستثني حتى المحلات التي تستغل “التيراسات”، موضحا أن هذه المساحات تعد جزءا من الملك العمومي، وأن القرارات التنظيمية الصادرة عن وزارة الداخلية تخول للسلطات المحلية استرجاعها متى اقتضى الأمر. وتندرج هذه الحملة في إطار تنزيل توجيهات مركزية على الصعيد الوطني، ترمي إلى تحرير الفضاءات العمومية وضمان حق الراجلين في استعمال الأرصفة بأمان وراحة، بعيدا عن الاستغلال التجاري غير المنظم.
وأوضح المصدر ذاته أن السلطات ستمنح مهلة قصيرة جدا لأصحاب المحلات المعنية لإزالة التيراسات طوعا، قبل أن تتدخل المصالح المختصة لتنفيذ عمليات الهدم، مع تطبيق المقتضيات القانونية ذات الصلة.
وقد سجلت الحملة تجاوبا كبيرا من طرف عدد من التجار، الذين أبدوا تفهمهم واستعدادهم للتعاون مع السلطات المحلية، احتراما للنظام العام وحرصا على المصلحة العامة للساكنة.
وترتكز هذه العملية في مرحلتها الأولى على التوعية والتحسيس، قصد منح المعنيين بالأمر فرصة لتسوية أوضاعهم بشكل طوعي، على أن تليها في مرحلة لاحقة إجراءات تنفيذية لتحرير الملك العمومي.
وتأتي هذه الحملة استجابة لدعوات متزايدة من فعاليات مدنية وساكنة المدينة، التي لطالما طالبت بإعادة النظام إلى الشوارع والأرصفة، ووضع حد لاستغلال الفضاء العمومي في أنشطة غير منظمة تشوه جمالية المدينة وتعيق الحياة اليومية للمواطنين.
هذا ومن المنتظر أن تستمر الحملة في الأيام المقبلة لتشمل أحياء إضافية، في إطار رؤية شاملة تروم إعادة الاعتبار للمجال الحضري، وتحسين جودة العيش بالمدينة.








