متابعة
في مبادرة هي الأولى من نوعها على مستوى الإقليم، وفي إطار حرصه على دعم الأطفال في وضعية إعاقة وتيسير اندماجهم في الوسط المدرسي، نظم المركز الإقليمي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بتفرسيت صباح يوم الأربعاء 14 ماي 2025، زيارة ميدانية إلى مؤسسة القربى بمدينة الدريوش، لفائدة مجموعة من الأطفال المستفيدين من خدماته، والذين من المرتقب التحاقهم بالمؤسسات التعليمية خلال الموسم الدراسي المقبل.
وقد رافق الأطفال في هذه الزيارة فريق من الأطر الإدارية والتربوية والطبية بالمركز، حيث تم القيام بجولة شاملة داخل مرافق المؤسسة، شملت الأقسام الدراسية، والتعرف على الأجواء التربوية، والأساتذة، والتلاميذ، والإدارة. وكان في استقبال الوفد السيد مدير المؤسسة ورئيسها، اللذان عبّرا عن ترحيبهما الكبير بهذه المبادرة التربوية الهادفة.
الزيارة شكّلت تجربة غنية للأطفال، حيث ساعدتهم على استكشاف البيئة المدرسية المستقبلية وبناء تصور إيجابي عنها، مما يُسهم في تهيئتهم نفسيًا واجتماعيًا لمرحلة الاندماج المدرسي.
كما مثّلت هذه المبادرة فرصة لتعزيز جسور الشراكة والتعاون بين المركز والمؤسسة التعليمية، في إطار رؤية مشتركة تهدف إلى تحقيق تعليم دامج، منصف وملائم للأطفال في وضعية إعاقة، يستند إلى القيم الإنسانية والمبادئ التربوية السليمة.
ويتقدم المركز الإقليمي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بتفرسيت بجزيل الشكر لإدارة مدرسة القُربة وكافة أطرها الإدارية والتربوية على حسن الاستقبال، ويؤكد التزامه بمواصلة مثل هذه المبادرات التي من شأنها دعم الأطفال ومرافقتهم في مساراتهم التربوية والاجتماعية.
وقد شارك في هذه الزيارة أطفال يستفيدون من خدمات قسم التعليم الأولي الدامج بالمركز الإقليمي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بتفرسيت، وهو قسم يُعنى بتهيئة الأطفال في سن ما قبل التمدرس، لاسيما الأطفال في وضعية توحد أو إعاقة ذهنية أو حركية، من أجل تسهيل انتقالهم التدريجي والسلس إلى المدرسة خلال الموسم الدراسي المقبل.
ويضع المركز الإقليمي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بتفرسيت مسألة تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة في صميم اهتماماته، إدراكًا منه لما يشكّله التعليم من ركيزة أساسية لتحقيق الإدماج المجتمعي والمساواة في الفرص. ويعمل المركز باستمرار على إطلاق مبادرات نوعية، تواكب الأطفال وأسرهم، وتوفر لهم الدعم التربوي والنفسي اللازم لضمان ولوج سلس إلى المؤسسات التعليمية.
وفي هذا السياق، يستحضر المركز التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي أكد في خطاب افتتاح البرلمان بتاريخ 12 أكتوبر 2018، على أن:
“النهوض بأوضاع الأشخاص في وضعية إعاقة، ليس مجرد عمل اجتماعي، بل هو قضية حقوق، وإنصاف، وكرامة إنسانية، تقتضي تضافر الجهود، وتغيير العقليات، والتعامل الإيجابي مع الإعاقة.”
وهو ما يجعل المركز يعمل على تحويل هذه الرؤية الملكية إلى برامج واقعية وميدانية تضمن للأطفال الحق في التمدرس والاندماج.
وفي ختام الزيارة، تم الاتفاق بين السيد مدير المركز الإقليمي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بتفرسيت والسيد مدير مؤسسة القُربة على تنظيم يوم تربوي وفني مستقبلي، يجمع بين أطفال المؤسستين، ويتضمن ورشات في الفنون التشكيلية والأعمال اليدوية، تحت إشراف مؤطرات قسم الفنون العلاجية بالمركز. وسيُتوج هذا اليوم بمسابقة فنية تهدف إلى إبراز مواهب الأطفال وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
معًا من أجل تعليم دامج يرتكز على المساواة والكرامة والحق في التمدرس.
































