شرعت عناصر الدرك الملكي بالناظور، منذ يوم الإثنين الماضي، في التحقيق في واحدة من أخطر القضايا التي تجمع بين تهم التشهير والابتزاز من جهة، وتورط في شبكات تهريب المخدرات عبر موانئ سرية بمنطقة بني شيكر من جهة أخرى، والمتورط فيها منتخب سابق بالجماعة ذاتها.
وأفاد مصدر مطلع أن التحقيقات الجارية جاءت بناء على تعليمات مباشرة من النيابة العامة، إثر شكايات قدمها عدد من الضحايا، بلغ عددهم سبعة، يتهمون المعني بالأمر بالتحريض على التشهير بهم عبر صفحات بمواقع التواصل الاجتماعي، وذلك في سياق تصفية حسابات شخصية مرتبطة بأنشطة غير قانونية.
وكشف المصدر ذاته أن المتهم، الذي يتابع في حالة سراح في قضية سابقة تتعلق بتهريب المخدرات من منطقة “رأس ورك” الساحلية ببني شيكر، خضع لتحقيقات معمقة بسبب الاشتباه في استغلاله لميناء سري بالمنطقة ذاتها في عمليات التهريب، وهو ما دفع النيابة العامة إلى إصدار أمر بحجز هاتفه المحمول لفحص محتوياته والكشف عن قائمة الأشخاص الذين كان على تواصل معهم.
وأضاف المصدر أن التحقيقات أظهرت تورط المنتخب السابق في حملة تشهير ممنهجة ضد عدد من الأشخاص، يعتقد أنها كانت وسيلة للضغط أو التستر على أنشطة مرتبطة بتهريب المخدرات، كما أشار إلى أن المنطقة الساحلية لبني شيكر، خاصة “رأس الورك”، أصبحت مركزا نشيطا للعصابات التي تستغل ضعف المراقبة الأمنية في فترات معينة، وتعتمد على وسائل متطورة، مثل الزوارق السريعة والشاحنات المموهة.
من جانبها، عبّرت فعاليات مدنية عن قلقها إزاء تفشي نفوذ هذه الشبكات، مطالبة بفتح تحقيق شامل حول الموانئ السرية، وتفعيل قرارات الهدم في حق جميع المخالفين، دون استثناء، من أجل حماية سواحل الناظور من مافيات التهريب والاتجار غير المشروع.
وقد ساهم المقال الأخير المنشور في جريدة “الصباح” حول هذه القضية في تأجيج الاهتمام بالموضوع، ما دفع بعدد من المتورطين إلى التراجع المؤقت عن أنشطتهم غير القانونية، في انتظار انقشاع العاصفة القضائية والإعلامية.
