تحولت منطقة ستي فاضمة السياحية بضواحي مراكش إلى مسرح لحادث مأساوي أثار حالة من الهلع وسط الزوار والسكان، بعدما لفظ شاب في عقده الثالث أنفاسه الأخيرة، جراء إصابته المباشرة بصخرة كبيرة سقطت عليه من علو جبلي.
وحسب المعطيات المتوفرة فإن الصخرة لم تسقط بفعل عوامل طبيعية، بل يرجح أن أحد القردة قام بدفعها عمداً باتجاه الضحية، في حادث غريب ومفزع وصفه شهود عيان بـ”المباغت والقاتل”.
ووفقاً لشهادات محلية، فإن القرد المعني سبق وأن ظهر بسلوكيات خطيرة مماثلة، إذ يعتمد على التربص من المرتفعات واستهداف المارة عبر إسقاط الحجارة الضخمة عليهم، وهو ما جعله يشكل تهديداً حقيقياً على السلامة العامة في واحدة من أشهر وجهات التنزه الجبلي بالمنطقة.
وفي أول تصريح لها، أكدت عائلة الضحية أن هذا الحادث لم يكن الأول، مشيرة إلى أن القرد المذكور تسبب، بحسب ما يتداول محلياً، في وفاة ما لا يقل عن ستة أشخاص من قبل، دون أن يتم اتخاذ أي إجراءات فعلية لردع هذا الخطر المتنقل.
وقالت الأسرة المكلومة: “سبق ونبهنا إلى خطورة هذا الحيوان على المارة والزوار، لكن للأسف، لم تلقِ تحذيراتنا أي اهتمام، وها نحن اليوم ندفن فلذة كبدنا”.
وطالبت العائلة، عبر نداء مؤثر، السلطات المحلية والمندوبية السامية للمياه والغابات بالتدخل العاجل لوضع حد لما وصفوه بـ”الإهمال القاتل”، واتخاذ ما يلزم من تدابير لحماية أرواح المواطنين من خطر هذا القرد الذي يجوب المسالك السياحية دون رقيب.
وتبقى هذه الحادثة، بما تحمله من غرابة وخطورة، ناقوس خطر يدق باب الجهات المعنية، لتفعيل إجراءات السلامة في المناطق الجبلية التي تشهد إقبالاً سياحياً متزايداً، تفادياً لتكرار مآسٍ مشابهة في المستقبل.
