احتضنت جماعة بودينار بإقليم الدريوش، يوم الأربعاء 9 أبريل 2025، فعاليات الملتقى الإقليمي الخامس للإعاقة، في أجواء اتسمت بالاهتمام والاعتراف بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، حيث أشرف عامل إقليم الدريوش على تدشين فرع جديد تابع للمركز الإقليمي للأشخاص في وضعية إعاقة، وذلك بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وقطاع التعاون الوطني، وبتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني الفاعلة في المجال.
وقد عرف هذا الحدث الإنساني والاجتماعي حضور وفد رسمي هام، ضم إلى جانب السيد عامل الإقليم، الكاتب العام لعمالة الدريوش، ورئيس المجلس الإقليمي، وعدداً من البرلمانيين، ورؤساء الجماعات، ومستشارين، وممثلي المصالح الخارجية والأمنية، إضافة إلى فاعلين جمعويين ومدنيين، حيث قُدمت لعامل الإقليم شروحات مستفيضة حول مرافق المركز الجديد وخدماته، الذي يهدف إلى تمكين الفئات الهشة من خدمات متخصصة تضمن كرامتهم وتعزز اندماجهم الاجتماعي.
وعلى هامش هذا التدشين، قام الوفد الرسمي بافتتاح معرض فني متنوع، تضمن لوحات تشكيلية ومنتجات يدوية وأعمال خياطة أبدعها أطفال المركز الإقليمي بتفرسيت، والتي نالت إعجاب الحضور لما حملته من رسائل فنية وإنسانية معبرة عن قدرات هؤلاء الأطفال وتطلعاتهم.
كما عرف الحفل الختامي للملتقى، الذي أقيم بمحيط المركز المتعدد التخصصات ببودينار، فقرات متنوعة استهلت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وأداء النشيد الوطني، تلاه مشهد صامت من إبداع أطفال المركز، عبّر عن معاناة الأفراد في وضعية إعاقة بطريقة مؤثرة لاقت استحسان الجميع.
وشهد الحفل كلمات توجيهية لكل من المدير الإقليمي للمركز بتفرسيت والمندوب الإقليمي للتعاون الوطني، أكدا خلالها على أهمية تعزيز الجهود المشتركة بين مختلف المتدخلين من أجل النهوض بأوضاع هذه الفئة، ودعم المشاريع الهادفة إلى إدماجهم في الحياة العامة.
وتواصلت فقرات الحفل بعروض فنية مؤثرة، شملت مشهداً تحت عنوان “معاق لكن بالأمل”، وفيلماً قصيراً بعنوان “الضعف والعجز”، إلى جانب عرض مسرحي تحت شعار “نعم أستطيع”، وأداء غنائي باللغة الأمازيغية بعنوان “نناي ميم ذياس التوحد”، سلط الضوء على معاناة أسر الأطفال التوحديين، في لحظات مفعمة بالعاطفة والرسائل الهادفة.
وقد تم بالمناسبة توقيع ست اتفاقيات شراكة بين عدد من الشركاء، همت دعم وتأهيل وتجهيز وتسيير مراكز للأشخاص في وضعية إعاقة بعدة جماعات منها بودينار، أزلاف، تفرسيت ودار الكبداني، كما شملت الاتفاقيات أيضاً اقتناء وسيلة نقل لفائدة مركز أزلاف، في إطار تعزيز البنية التحتية وتحسين الخدمات الاجتماعية الموجهة للفئات المستهدفة.
ولم تخل المناسبة من لحظات وفاء، حيث جرى تسليم دبلومات التكوين لفائدة أطفال المركز في ورشة الخياطة، وتكريم الأطر التربوية والإدارية العاملة بالمراكز، والمشاركين في الفقرات الفنية، إلى جانب تكريم عدد من الفاعلين والشخصيات تقديراً لمساهماتهم في إنجاح هذا الحدث.
وقد اختتمت فعاليات الملتقى برفع برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس نصره الله، عربون محبة ووفاء من كافة المشاركين والمنظمين لهذا الموعد الاجتماعي والإنساني الهام.













