تعرض الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS) في المغرب لعملية اختراق إلكتروني واسعة في بداية شهر أبريل من العام الجاري، أسفرت عن تسريب آلاف البيانات الحساسة المتعلقة بالمنخرطين في الصندوق. هذا الهجوم أثار العديد من التساؤلات حول الجهات المسؤولة عن الحادث ودوافعها، حتى تم الكشف عن تفاصيل جديدة حول هوية أحد المتورطين في هذا الهجوم.
بحسب مصادر مطلعة، بدأت التحقيقات بعد أن تم نشر ملف ضخم يحتوي على معلومات حساسة تخص حوالي 500 شركة وأكثر من 1.99 مليون من الأجراء المنخرطين في الصندوق على قناة تابعة لمجموعة “جبروت” الجزائرية عبر منصة “التلغرام”. ووفقًا للمصادر نفسها، ارتكب “الهاكر” الذي استخدم اسم “3N16M4” خطأً فادحًا أثناء نقل الملفات إلى القناة باستخدام خاصية “Forward”، وهو ما ساعد في كشف هويته الحقيقية.
وأضافت المصادر أن التحقيقات أظهرت أن “الهاكر” هو شاب جزائري في العشرينات من عمره يُدعى “ر.م”، يقيم في مدينة “بوخوم” الألمانية، وهو خريج جامعة “Ruhr University Bochum” حيث تخصص في مجال الأمن المعلوماتي. ورغم محاولاته الحثيثة لإخفاء هويته، فقد قاد الخطأ الذي ارتكبه إلى اكتشاف حسابه الأصلي على منصة “GitHub”، حيث تم العثور على أدلة بريدية تشير إلى هويته الحقيقية.
وكانت مجموعة “جبروت” الجزائرية قد أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، مشيرة إلى أن العملية جاءت ردًا على ما وصفته بـ”محاولات مغربية لاختراق مواقع إلكترونية وصفحات رسمية في الجزائر”.
ما أثار جدلًا إضافيًا هو جنسية “الهاكر” الحقيقية. ورغم أن الأدلة تشير إلى أنه قد يكون جزائريًا أو تونسيًا، فإن ارتباطه بمجموعة “جبروت” الجزائرية يزيد من الغموض حول هويته، حيث يصف نفسه في حساباته على منصات الهاكرز بأنه تونسي.
هذه الحادثة تسلط الضوء على ضرورة تعزيز الأمن السيبراني في المؤسسات الوطنية، خاصة تلك التي تدير بيانات حساسة مثل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. من الأهمية بمكان أن تعتمد هذه المؤسسات تقنيات أمان متطورة وتعمل على توعية موظفيها بمخاطر الهجمات الرقمية، التي أصبحت تهديدًا متزايدًا للبنية التحتية الرقمية في مختلف الدول.
