تحوّلت رحلة الشاب مروان المقدم، ابن جماعة تروكوت بإقليم الدريوش، إلى لغز يُثير القلق والأسئلة المحيّرة. فبعد ركوبه سفينة متجهة من ميناء بني نصار بالناظور نحو مدينة موتريل الإسبانية قبل حوالي ثمانية أشهر ونصف، انقطعت أخباره تمامًا، تاركًا أسرته في دوامة من الانتظار والترقب.
مروان، الذي بدأ رحلته إلى إسبانيا في سنّ مبكرة بطريقة غير قانونية، تمكن لاحقًا من تسوية وضعيته القانونية، ليعود إلى المغرب في زيارة عائلية خلال عيد الفطر. إلا أن رحلته للعودة إلى إسبانيا تحوّلت إلى اختفاء غامض، ما أثار قلق عائلته وكل من يعرفه.
وفقًا لشقيقه محمد المقدم، كان آخر اتصال مع مروان يوم 20 أبريل من السنة الماضية، حين كان على متن الباخرة المتجهة نحو موتريل. تقرير الإنتربول أكد مغادرته ميناء بني نصار في موعده، لكن وصوله إلى إسبانيا ظلّ غير مثبت.
العائلة لم تستسلم للغموض الذي يحيط بمصيره، حيث استعانت بمحامية في مدينة موتريل الإسبانية. ورغم التحقيقات المكثفة التي أجرتها الشرطة الإسبانية، إلا أن النتائج لا تزال صادمة: لا أثر لمروان.
وسط هذه المعاناة، أكدت عائلة مروان أن وزارة الخارجية المغربية تتابع القضية، بالتنسيق مع القنصليات والسفارات المغربية، لكن الانتظار الطويل يزيد من ألمهم. العائلة ناشدت كافة الجهات المعنية تكثيف الجهود لكشف الحقيقة، سواء بعودة مروان حيًا أو على الأقل معرفة ما حدث له.
اختفاء مروان المقدم ليس مجرد حادثة عابرة، بل لغز بحري يضع تساؤلات حول مصير الشاب الذي ترك خلفه عائلة تُصارع الوقت والأمل في سبيل العثور على إجابة لهذا الغموض الذي يلف الجنوب الإسباني.
