كشفت تقارير إعلامية إسبانية عن التفاصيل الدقيقة للشروط التي فرضها المغرب للموافقة على إعادة فتح معبري سبتة ومليلية المحتلتين أمام حركة التجارة.
وحسب المصادر ذاتها، فإن السلطات المغربية قررت السماح بمرور شاحنة واحدة فقط في كل اتجاه يوميًا عبر المعابر التجارية، مع تحديد صارم لنوع البضائع المسموح بمرورها. وقد تم التأكيد على ضرورة أن تكون هذه المنتجات محلية الصنع، ما يعكس توجهًا استراتيجيًا لدعم الاقتصاد الوطني.
وكانت هذه المعابر، وخاصة معبر مليلية، قد أغلقت من جانب واحد من قبل المغرب في أغسطس 2018. رغم إعلان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في زيارته للرباط في أبريل 2022 عن قرب إعادة فتح هذه المعابر، فإن تنفيذ القرار جاء متأخرًا وبصورة محدودة. هذا التأخير أثار تساؤلات حول مدى جدية وفعالية هذه الخطوة من الجانبين.
وفي حين أن الحكومة الإسبانية لم تقدم أي تفاصيل واضحة حول الآلية التنفيذية لهذه المعابر، صرحت سابرينا موه، ممثلة الحكومة الإسبانية في مليلية، بأنها تعمل على تسريع عملية إعادة فتح المعبر التجاري بأفضل صورة ممكنة، لكن دون تحديد مواعيد دقيقة. وأضافت أن العملية ستتم بشكل تدريجي لضمان نتائج مستدامة وفعالة.
أما بالنسبة لمعبر سبتة، فالمعلومات المتوفرة ما زالت ضبابية، حيث اكتفت ممثلة الحكومة الإسبانية في سبتة، كريستينا بيريز، بالتأكيد على ضرورة التحلي بالصبر، مشيرة إلى أن الهدف الرئيسي هو ضمان العودة الكاملة لحركة الأشخاص والبضائع، مع تطبيق أنظمة مراقبة جمركية دقيقة وفعالة.
بينما يعبر العديد من التجار والمواطنين المحليين عن أملهم في أن تمهد هذه الخطوات لمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي بين المغرب وإسبانيا، إلا أن القيود الحالية قد تشكل عائقًا أمام تحقيق هذه الطموحات على المدى القصير. ومن المتوقع أن تكشف الأيام القادمة عن مزيد من التفاصيل حول ما إذا كانت هذه الإجراءات مجرد بداية تجريبية أم أنها تمثل توجهاً طويل الأمد.