مختلون عقليا يتوافدون على مدينة الدريوش والمشردون في المقدمة

تعتبر ظاهرة انتشار المختلين عقليا والمشردين في عدد من أحياء مدينة الدريوش، ولاسيما وسط المدينة، ظاهرة مسيئة للصورة العامة، وخطرا على سلامة المواطنين مستعملي المجال العام ووصمة عار على جبين المؤسسات الاجتماعية وآفة ماسة بكرامة الإنسان وحقوقه.

الملفت أن بعض هؤلاء الحمقى والمشردين يعانون من العدوانية التي يمكن أن تسبب أضرارا للساكنة لا قدر الله، وللتذكير فقط ولسوء حظ مدينة الدريوش أنها تقع في موقع استراتيجي بين عدة مدن كبرى، حيث أن كل مدينة من هذه المدن إذا أرادت التخلص من مرضاها النفسانيين يكفيها تصديرهم إلى الدريوش عبر وسائل النقل العابرة للمدينة.

وعبر عدد كبير من المواطنين عن عدم ارتياحهم وصعوبة احتمال العنف الذي يمارسه المختلون عليهم سواء كان العنف جسديا أو لفظيا خادشا للحياء، وقد لا يقتصر سلوك هؤلاء الحمقى على العنف والسب، بل يتعداه إلى سلوكات مشينة يندى لها الجبين، فقد تراهم في بعض الأحيان يمشون وهم عراة تماما، هذا دونما تدخل من طرف أي جهة معينة.

ومما يزيد من معاناة الساكنة وهؤلاء المرضى على حد سواء، غياب جمعيات بالدريوش تعنى بهذا النوع من المرض، كما أن الجمعيات الحقوقية بالمدينة تناست أن المواثيق الدولية تؤكد من منطلق مبادئ السلم والعدالة الاجتماعية وكرامة الشخص البشري وقيمته، على ضرورة حماية حقوق ذوي العاهات البدنية والعقلية وتأمين العيش الكريم لهم وإعادة تأهيلهم نفسيا واجتماعيا، فالعمل على ضمان حقوق هؤلاء مسألة ضرورية، تدفع من خلالها الجمعيات الحقوقية الدولة لمساعدة الأشخاص المختلين عقليا على إنماء قدراتهم في مختلف ميادين الحياة.

ويقول أحد المواطنين أن المجانين أصبحوا يشكلون خطرا كبيرا ينتشر في معظم أزقة الدريوش وحتى في وسط المدينة، وصاروا يتعايشون مع الأصحاء، الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على التعايش معهم بالرغم من الخطر الذي يسببونه في ظل غياب تام لأي جهة مسؤولة .

المسؤولية في تنامي هذه الظاهرة لا يمكن تحميلها لأسر هؤلاء المجانين الذين لم يستطيعوا السيطرة عليهم لقلة ذات اليد، رغم الإقرار أن الاستهتار قد يكون سببا كذلك، لكن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق المسؤولين في هذه المدينة والسلطات المعنية التي تصم آذانها وتغمض عينيها عن هذه الظاهرة، فلا هي قامت بحماية المواطنين من هؤلاء الحمقى، ولا هي منعت ووضعت حدا للزحف الذي تقوم به عدة شاحنات بين الفينة والأخرى، والتي تجلب في كل مرة عشرات المختلين لتتركهم هنا في هذه المدينة.

.

أضف تعليقك

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

السبت 10 مايو 2025 - 17:01

إسبانيا تعيد إحياء مشروع نفق طريفة-طنجة بدراسة جديدة بقيمة 1.6 مليون يورو

السبت 10 مايو 2025 - 15:20

ستة قتلى في حادث مروع بين شاحنتين قرب وادي بهت على الطريق السيار الخميسات – مكناس

السبت 10 مايو 2025 - 14:48

مشاعر مؤثرة وتمنيات بالقبول: هذا ما قاله حجاج بيت الله الحرام بالدريوش لحظة وداعهم

الجمعة 9 مايو 2025 - 22:57

تقلبات جوية مرتقبة بهذه المناطق: زخات رعدية وبرد ورياح قوية بالأطلس، الريف، والجهة الشرقية