من صفحة الاطار الطبي بالمستشفى الحسني. ها نحن هنا !!! من جديد !! ليس من جديد بل دائما نقضي أيامنا في الحجر الصحي و عندما ننتهي نذهب مباشرة الى العزل ، ذاك المكان الذي شُيد لنا لكي لا نكون سببا في نقل الفيروس الى عامية الناس ، المهم، كل يوم عمل أو ليلة عمل نقوم باستعداداتنا اللازمة و الوقائية للدخول الى الحجر ، نقوم بلباس هذا الزِّي الفضائي كما يحلوا للبعض مناداته بالاضافة للنظارات و كمامة وجوارب حماية للأحذية كما القفازات. صديقي يساعدني على لبسه كما أنا أساعده كذلك ، نتفقد كل ما يلزمنا من دواء و أكل و ماء و اَي حاجة يحتاجها المريض في الداخل أو مشتبه به . في الحقيقة الزِّي يسبب في انخفاض نسبة الأكسجين لاسيما نضطر لأن نبقى في الداخل ساعات و ساعات غاية أن نكمل جميع مهامنا . صحيح هناك توتر و صحيح هناك ضغط لكن كقيم هذه المهنة الشريفة و النبيلة و كذلك انتمائنا لشعب يحب الحياة و يُؤْمِن بالانسانية نصبح كلنا شغف للقيام بواجبنا على أكمل وجه لنحاول إيصال ذاك الأمل و الطمأنينة لذاك الشخص الذي تجده نفسيا خائفاً ومرعوبا لكثرة ما يروج على المرض ، ففي الأخير يبقى قدرا و ليس كل مصاب انتهت حياته ، فهذه تكون بداية ليدخل في معركة مع الفيروس و كائن لا يراه لتقوية مناعته و شخصيته وبه انتصارا حميدا. الأمور تسري بشكل جيد لكن بمعاناة كثيرة و احتياطات كثيرة ، لا يسمح بالاخطاء في الداخل نهائيا خطأ صغير سيسبب ما لا يحمد عقبانه. هذه التجربة تعتبر الأكثر صعوبة في حياتي ففي الأخير تجد نفسك في واقع مرير ، إما ان تبقى سالما و إما أن تصاب و تكون إينئذ مصدر خطورة على الناس و على حياتك.
انني ارى سلامتنا في سلامة الجميع ، كما أنتم كذالك سلامتكم في سلامتنا . حينما نحافظ على أنفسنا سالمين أقصد الشعب جميعا يمكن التغلب و بسهولة على المرض فلن يجد شخصا يعديه و به يختفي و لن يتواجد أكثر . الفيروس لا يستطيع العيش في العالم الخارجي كثيرا يمكن ان يبقى ناشطا على الأكثر 9 ايّام وبه يموت و يندثر . نحن الآن لازلنا نتواجد وسط الذروة يجب أن نتعامل بذكاء في هذه المرحلة و نحافظ على هذا النمط و التوازن أي انه هذا الأسبوع سيظهرون أخر الحالات للوافدين من الخارج و خلال الأسبوعين القادمين ستكون آخر الحالات المحلية أو المخالطة لكن ان استمرينا في الالتزام . بعد هذه المرحلة يجب على الدولة مراجعة العديد من الأشياء و الدخول في مرحلة الجد و التعقلن ، ما يحسب للدولة هذه المرة التدخل السريع و إغلاق الحدود و توفير جميع المعدات مما جعل وتيرة إنشار الفيروس ضعيفة . لكن لا يجب الاستهتار بالمرحلة و الاستمرار على هذا المنوال الى آخر رمق . لكم مني أطيب التحايا ، سنكون بخير إن عملنا كيد واحدة و انضباط عالٍ . الانسان ضعيف جدا ، لذا لا تعرضوا أنفسكم و به نحن للخطر. اذا كثر العدد سنفقد السيطرة. #نحب_الحياة #عاشت_الانسانية #بقا_فدارك #سننتصر #Qim_Di_Tadath


تعليقات
0