بقلم الأستاذ سفيان حميت
لقد كان مسعى ومطلب الساكنة المحلية على مر السنوات الماضية التي شهدت ما شهدته من توالي الإنتكاسات والخيبات على كافة الأصعدة؛
(كان مسعاها)انبثاق وعي محلي يمكّن لمن يستحق تحمّل المسؤولية والخضوع للمحاسبة السياسية والقانونية فيما يرتبط بتسيير الشأن المحلي وتدبيره، وذلك على أرضية تعاقدية صريحة يكون فيها المُنتخب/السياسي خادم لمصالح الساكنة ومنافحا عليها وليس العكس!
وبعد تحولات طفيفة في المشهد لا ترقى طبعا إلى أن تكون طفرة حقيقية في التأثير على تدبير الشأن المحلي و الإمساك بزمام أموره…تجلت بالأساس في ظهور بعض الوجوه المناضلة والغيورة على أحوال الساكنة والتي لم تتوفق للأسف في فرض وجودها نتيجة لتضييق الخناق على نشاطها ووجودها السياسي(لا أتحدث بالضرورة عن أشخاص مارسوا من داخل المجلس)؛
(بعد ذلك)انتقل الدريوش إلى مرحلة جديدة انفلت فيها الشباب وعموم الساكنة من الخوف والعزوف على الممارسة السياسية-الإنتخابية تحديدا- إلى تسجيل الحضور بشكل مكثف و مفرط؛
لكن هذا الحضور لم يكون نتاج لسيرورة نضالية جذرت القناعة في النفوس بضرورة الإنخراط والمشاركة السياسية لقلب الأوضاع إيجابيا بالمنطقة؛ إنما الذي حدث هو إفراز فوجائي غير منتظر و دون مقدمات أسست لانبثاق هذه الرغبة الواسعة في المشاركة في الفعل السياسي؛ تحديدا في الإنتخابات المتعلقة بالجماعات الترابية،
رغبة لا يمكن أن نختلف أن دافعها الأول طموحات شخصية ومآرب مادية وفي أحسن الأحوال مشاركة تحت طلب حزبي معين…
فأفضى هذا الأمر إلى نوع من الفوضى والميوعة زادت الأمر سوءا حتى أصبح الكل يريد أن يشارك في الإنتخابات إلى درجة أنه يقال اليوم: “في كل بيت من بيوت الدريوش يوجد مرشح محتمل!”
وأمام هذا الواقع الجديد أصبح السؤال المطروح :هل التغيير المُراد معناه تشتيت الجهود والسماح لمن هبّ ودبّ بأن يتقدم للإنتخابات حتى وإن لم يتوفر على الحد الأدنى من الشروط التي تمكنه من القدرة على الدفاع والترافع على مصالح الساكنة؟(مع أن هذا الأمر يعتبر حقا دستوريا وديمقراطيا).
وإذا كان الأمر مسموح به فما الفرق بين المنتخب السابق ومن يريد أن يحل مكانه، طالما أن “البروفايل السياسي”لكلاهما نفسه؟!
هل الغرض إذن هو التغيير الحقيقي أم تغيير وجوه بأخرى؟
ثم هل الأحزاب التي تزكي هؤلاء وغيرهم على وعي بنتائج هذا النوع من “الإسهال السياسي” الذي تتعدى نتائجه التنافس السياسي إلى تمييع المشهد السياسي وقتل ما تبقى من الثقة في تجويده!؟
#عودوا_إلى_جادة_الصواب_أرجوكم_وأتركوا_الأمور_لأهلها