ظاهرة الانتحار ===
الانتحار، ظاهرة وافدة على المجتمع الريفي.. لم نسمع بها في الماضي القريب.. الا عن حالات نادرة ومتباعدة زمنيا..
اذن من الذي دفع بهذه الظاهرة الي الظهور بقوة في هذا المجتمع.. هل السلوك يعود الي المستوى الاقتصادي.. المتدني.. ام هناك ازمات عميقة اخذت تضرب اطنابها في نفسيات الريفيين !!!؟
اعتقد ان الريفيين مروا في السابق باوضاع اقتصادية اكثر بؤسا وقتامة من اليوم. قضى العديد منهم جوعا. علي الطرقات وهم يحاولون الهروب من جحيم الجوع شرقا وغربا. اما الذين تشبثوا بالارض فنجوا بفضل بركة. نبتة ” قانوش” لكن هؤلاء الاجداد.. رغم الجوع ورغم سلسلة من الحروب العدوانية التي شنت عليهم من اجل إخضاعهم، كانوا يتمتعون بمعنويات عالية كانوا يعانقون الارض من اجل البقاء اصلحوا الاراضي، وغرسوا الأشجار عمروا الارض قبل ان يظهر مخطط التهجير الجماعي.
اذن سقوط جواب السؤال الأول، يفقز التفسير الثاني الي الواجهة بقوة.. وهو انهيار المنظومة القيمة التي كانت تشد الإنسان الي هذه الارض، وتشد الإنسان الي اخيه الإنسان، رغم ظروف القهر والجوع والحرب.. يبقي هذا الانسان يتشبث بالحياة.. وهذا راجع الي عدة عوامل لا مجال لذكرها في هذه العجالة..لكن رغم هذه الظاهرة المفجعة، التي ادمت قلوبنا، هناك ظاهرة صحية فكرية في المقابل علي صفحات الفيس.. وهي محاولة الأصدقاء تفسير الظاهرة، ومقاربتها من كل الابعاد.. الاجتماعية. النفسية.. الأسرية..