تحرير : نجيم السبع
المقاوم محمد العجوري الملقب ب”الغابوشي” من مواليد تيزي وسلي عام 1920 ، من أبطال جيش التحرير في كل من الجهة الشرقية والريف.
تولى رئاسة منطقة تيزي وسلي الذي شارك أيضا في حرب الهند الصينية و كان ملازما أولا في الجيش الفرنسي مما جعله يكسب خبرة في حرب العصابات.
أحد منسقي المقاومة بالمنطقة الشرقية ومؤسسيها، والذي عُرف بالإقدام والهيبة والشجاعة والوقار ، وكان المقاوم المرحوم محمد العجوري المعروف بالغابوشي يشغل منصب رائد بالجيش إبان مرحلة الإستعمار بمنطقة الريف، وبعد الإستقلال عين رئيسا للدائرة بوجدة.
كان يدرب الجيش على ان لا يقوم بالهجوم على المستعمر حتى يبعث بمراسلين الذين كان دورهم يتجلى في نقل جميع الأخبار التي تتعلق بالعدو المتواجد بين تخوم جبال الريف ، فكان المراسلون يأتون بتفاصيل مكتوبة ومرسومة توضح تموقعهم وعددهم ومعداتهم… وعلى إثر تلك المعلومات كان الغابوشي يرشح من يقود الفرقة وأثناء الهجوم لم يكن بإستطاعتهم تفقد الخسائر.
تلك هي الخطة التي كان ينهجها القائد محمد العجوري في تلك الفترة ، ومن أبرز المعارك التي شارك فيها : تيزي ن ثايدة ، تيزي وسلي رفقة مسعود أقجوج.
تيزي وسلي معقل المقاومة باكزناية من بطولات و ملاحم الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي، و مد إمدادات و مساعدات مادية و معنوية بالأسلحة و العتاد لجيرانهم بالحسيمة و الناظور لمقاومة المستعمر الإسباني الغاشم في ثاني أكتوبر 1955 إلا إشارة أعطت انطلاق معارك تحريرية بتيزي وسلي و اكزناية عموما،حيث لقنوا درسا للمستعمر الفرنسي سجله التاريخ ، خصوصا في معركة دوار أزرو في 3 أكتوبر 1955، و معركة عين الدالية ، و معركة تيزي ودرن و آخر على الفرنسيين في كل من جبل بنات فتالة بواد قارون و تفربوست ببوسكور و أولاد موسى بويزغت، و في هذا الهجوم أسر 14 فردا و قتل 45 جنديا فرنسيا، و الغنائم عددها 45 بندقية و 14 بغلا محملا بالتموين و الأسلحة.لقد انهزم الفرنسيون في هذا التاريخ شر هزيمة، و تكبدوا خلالها خسائر فاذحة في الأرواح و العتاد. فقبائل أزروا قشار و بني امحمد و قارون و أولاد زيان و تغيلاست و إيشلاحن و خبابة و سيدي علي بورقبة، و اكزناية بصفة عامة، هم من قاوم الاستعماربهذه المنطقة بشراسة، ولم يستسلموا خصوصا في اشتباك بني امحمد الذي لقي عمر الريفي مصرعه، بعدما كان بجانبه محمد العجوري العنصر الفعال في المعارك التي خاضتها فرق تيزي وسلي ضد الفرنسيين بفعل مشاركته في الحرب العالمية الثانية، كما كانت له المشاركة جد فعالة الى جانب المقاومين بأكنول في كل هجوماتها، و منسقا حربيا خصوصا مع المقاوم السرجان عبد السلام ( المسمى عبد السلام الذهبي)، الذي شارك بدوره إلى جانب الجيش الفرنسي في الهند الصينية وألمانيا ، مما جعله يكسب خبرة حربية و تقنية حرب العصابات الفيتنامية، فضلا عن الشهيد الحسن بن حموش الزكريتي المنتسب لزكريتن بدوار أيار أحدود الذي شارك مع عبد الكريم الخطابي في ثورة كرئيس لفرقة اكزناية.
تم تكريم المقاوم محمد العجوري بوسام إستحقاق من درجة ضابط ، توفي رحمه الله سنة 1974.