جر ضابط شرطة بطنجة 10 مقاولين، أخيرا، إلى غرفة جرائم الأموال الابتدائية بالرباط، وسيمثلون في أولى الجلسات، منتصف يناير المقبل، بعد انتهاء التحقيقات معهم، وإيداعهم رهن الاعتقال الاحتياطي بالمركب السجني العرجات 2 بسلا، بعدما أظهرت أبحاث الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وجود أدلة كافية في استغلال المسؤول الأمني لمنصبه، بمصلحة جمع المعطيات، وتتبع الشبكات الإجرامية المختصة في التهريب الدولي للممنوعات، وانتحاله، بين الفينة والأخرى، صفة المدير الجهوي لمراقبة التراب الوطني “ديستي” بعاصمة البوغاز، وربطه علاقات مع مقاولين، تبين أنهم يهربون المخدرات على الصعيد الدولي، ويحملون صفات تجار ببطائق هوياتهم.
ووصل الجشع بالضابط إلى دخوله شريكا في عمليات التهريب من إسبانيا للمغرب، إذ ضبط متلبسا بتسلم 10 ملايين، وبعدها كشفت الأبحاث تلقيه عمولات مالية أخرى، ويتعلق الأمر بالبارون الأول (ي. ع) الذي سلمه 40 مليونا، و(ع. ش) الذي منحه 30 مليونا، و(ي. أ) الذي قدم له 25 مليونا.
واستفاد الموقوف من لائحة هويات المتورطين في التهريب بطنجة وتطوان، بحكم منصبه الحساس، فاستغل المهام الموكولة إليه في ربط علاقات مع بعض البارونات، عن طريق تزويدهم بأسرار مهنية والتستر على أنشطتهم، مقابل الحصول على رشاو مهمة مكنته من جني ثروة.
وكشف مصدر “الصباح” أن المسؤول الأمني أقر أن مدربا رياضيا يملك قاعة لكمال الأجسام بحي النزاهة، هو من عرفه على بارون شهير بعاصمة البوغاز، وأن المهرب كان مبحوثا عنه فالتقاه من أجل توفير الحماية له مقابل مبالغ مالية، وبعدها اتسعت شبكة معارفه الراغبين في تجنب المتابعة.
والمثير، يضيف المصدر نفسه، أن الضابط كان يخبر تجار المخدرات بموعد تنظيم الحملات الأمنية، وأشعر معارفه المهربين أن أسماءهم ضمن لائحة المطلوبين للعدالة، وكان يتسلم مبلغا يتراوح ما بين 20 ألف درهم و50 ألفا عن كل معلومة، إذ جنى 200 مليون، ولم يكتف بذلك، بل بات يتدخل لفائدة البارونات لإزاحة منافسيهم من تجارة المخدرات، خصوصا الصلبة، ونجح في إسقاط بارونات كبار، ويتعلق الأمر بالملقبين بـ “الجبلي” و”اتستو” و”أقورضاض” و”الداقوس” و”العربيت” و”بوحراط” و”لقريريع”، إذ أودعتهم النيابة العامة السجن، بعدما ضغط المسؤول على أمنيين، مقدما لهم المعطيات الكافية عنهم.
وأظهرت اعترافات الموقوف أمام ضباط الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أن أحد البارونات الذي بات صديقا للضابط، لاحقت شبكته مصالح أمنية أخرى، فاقترح عليه المسؤول التواري عن الأنظار ومغادرة المغرب، وبالفعل سافر المهرب (م. س) سرا إلى إسبانيا حتى لا يقع في قبضة المصالح الأمنية، وبعدها اكتشفت الأبحاث أن بارون الهيروين الشهير بـ “ساشا” هو الذي توسط لـ (م. س) بالهجرة السرية، انطلاقا من وادي المرسى بواسطة زورق مطاطي محمل بشحنة من الشيرا.
ورغم مغادرة البارون نحو الجارة الشمالية، فإن جشع المسؤول الأمني دفعه للتنسيق معه وهو بالمهجر، مقترحا عليه تزويد معارفه المهربين بكميات مهمة من المخدرات القوية قصد تسويقها بطنجة، وقبل سقوطه كان البارون المهاجر يستعد لتهريب 32 كيلوغراما من المخدرات القوية نحو ميناء طنجة، وكان الضابط يستعد إلى حمايتها قصد وصولها إلى معارفه.
الصباح