متابعة
أقدمت السلطات المغربية العمومية، على إغلاق مجموعة من الأقاليم والمدن، مثل الدار البيضاء وتارودانت وأكادير وكلميم وتطوان وغيرها، وذلك بسبب تفشي فيروس كورونا في هذه المدن.
وفي هذا السياق، قال إحسان امسكيني، خبير في علم الفيروسات وفي الكيمياء الإحيائية، إن السلاح الوحيد الذي تعتمده الدولة لمحاصرة فيروس كوفيد-19 المعروف بسرعة انتشاره، هو الحجر الصحي، مبرزا أن عملية الإغلاق مستمرة في بعض المدن المغربية التي تعرف ارتفاعا في عدد المصابين بكورونا.
وأضاف المسكيني، أن من مميزات فيروس كورونا أنه سريع الانتشار، حيث أصبح المغرب يسجل أحيانا مابين 5000 و6000 حالة إصابة مؤكدة، فيما أضحى معدل الوفيات يتراوح مابين 70 و80 وفاة يوميا، وهذا رقم جد مقلق قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المجتمع المغربي، بحسب تعبير المتحدث ذاته.
وتابع الخبير في علم الفيروسات، قائلا “لذلك يبقى الحجر الصحي بعدد من المناطق، في ظل هذه الفترة، هو العمل المناسب”، داعيا المواطنين إلى وضع الكمامات والحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي تفاديا لأي عملية عدوى.
وفيما يتعلق بإمكانية لجوء السلطات المغربية، إلى إعادة فرض حجر صحي شامل في هذه الفترة بسبب تزايد عدد الأقاليم التي تم إغلاقها في الأيام الأخيرة، استبعد المسكيني، إقدام الحكومة على السير في هذا الاتجاه، باعتبار أن هناك تفاوت بين المدن، حيث أن بعض المدن لا تعرف انتشارا سريعا للفيروس مثل فاس وبعض المدن الجنوبية، كما أنه لا يمكن مقارنة مدينة تسجل 14 حالة وأخرى تسجل 300 أو 400 حالة في اليوم، وبالتالي من الصعب إعادة فرض الحجر الصحي الشامل على المغرب بكامله، يقول المسكيني.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن “الحجر الصحي يبقى مؤقتا لا في الزمان ولا في المكان، خاصة أننا مقبلين الآن على مرحلة مهمة في القريب العاجل، والمتعلقة بعملية التلقيح والتي سيكون لها دور أساسي في وقف انتشار فيروس كورونا، ونقص مخاطر هذا الوباء”.
وشدّد المسكيني، على أن الفترة التي سيشرع فيها المغرب في التلقيح ضد كورونا، يجب أن يلتزم فيها المواطنون بالتدابير الوقائية واتباع جميع الشروط الاحترازية للوقاية من الفيروس، مبرزا أن المغرب يسجل يوميا ما بين 70 و80 وفاة بسبب كورونا، وبالتالي فإن الضريبة جد باهضة، بحسب تعبير المسكيني.
وقال المسكيني “يجب عدم التراخي ضد فيروس كورونا، والتلقيح لا يعني انتهاء الفيروس، لأن هذا الأخير يبقى وسيلة من وسائل الدفاع وحصر الفيروس والحد من انتشاره”، مشيرا إلى أنه لا ينبغي وقوع انتكاسة في المغرب في الشهور المقبلة، باعتبار أن الممكلة ربحت الرهان في المرحلة الأولى، ولكن في المرحلة سجلت عدد كبيرا في الإصابات والوفيات بسبب تراخي المواطنين، لذلك يجب الاحتراز من هذا الوباء الخطير الذي أثبت قوته على المستوى الوطني وأيضا على المستوى الدولي، وبالتالي فجميع الشروط الاحترازية فهي مطلوبة في هذه اللحظة، بحسب تعبير المسكيني.