في إطار الجهود المتواصلة للدفاع عن حقوق الجالية المغربية المقيمة بالخارج، قامت الجمعية الإسلامية للشباب والخدمات الاجتماعية، بالتنسيق مع النسيج الجمعوي المغربي بفرانكفورت، الذي يضم أكثر من أربعين مسجداً وجمعية، بمراسلة السيد رئيس الجهة الشرقية للمملكة بخصوص إعادة فتح الخط الجوي الرابط بين فرانكفورت والناظور. هذا الخط الذي شكّل لعقود وسيلة أساسية للتواصل بين الجالية ووطنها الأم، قبل أن يتوقف بشكل مفاجئ، مما خلف معاناة كبيرة لأكثر من 60 ألف مغربي مقيم بالمنطقة.
وقد حظي وفدنا اليوم بلقاء إيجابي ومسؤول مع السيد رئيس الجهة الشرقية، حيث عبّر عن تفهمه الكامل لأهمية هذا المطلب وارتباطه الوثيق بتطلعات الجالية المغربية، سواء على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي أو الثقافي. وخلال اللقاء، قمنا بتوضيح بعض النقاط السلبية الناتجة عن غياب هذا الخط الجوي، حيث أشرنا إلى أن الجالية تعاني من صعوبات كبيرة في مطارات بلدان الإقامة، إذ في كثير من الأحيان يستغرق الأمر ما يقارب خمس ساعات قبل إقلاع الطائرة، وذلك بسبب بعد المسافة إلى المطارات الأخرى. كما تطرّقنا إلى الوضعية الصعبة التي يواجهها المرضى وكبار السن والنساء المصحوبات بالأطفال، والذين يضطرون للتنقل لمسافات طويلة من أجل الوصول إلى المطارات البعيدة، مما يزيد من معاناتهم. وقد أكدنا أن هذا الوضع يمثل جزءاً بسيطاً من المشاكل اليومية التي تواجهها الجالية نتيجة غياب هذا الخط الحيوي.
وأكّد السيد رئيس الجهة، في ذات السياق، حرصه على العمل بكل ما في وسعه للبحث عن سبل أكثر من جهات متعددة للمساهمة في هذا الملف، مشدداً على أنه سيواصل جهوده لدعمه وتحقيقه. كما أوضح أن الميزانية المخصصة لسنة 2025 قد حُسمت بالفعل، ما يجعل من الصعب التعهد بإعادة فتح الخط أو دعمه خلال السنة القادمة، إلا أن هذا الملف سيظل أولوية رئيسية ضمن البرامج المستقبلية للجهة.
إن إعادة فتح هذا الخط الجوي مطلب مشروع وملحّ، بالنظر إلى دوره المحوري في تسهيل تنقل الجالية المغربية وتعزيز صلاتها بوطنها الأم تحت شعار “الله، الوطن، الملك”. كما أنه يُعد فرصة هامة لدعم التنمية الاقتصادية والسياحية بالجهة الشرقية، وتشجيع أبناء الجالية على الاستثمار والمساهمة في تطوير منطقتهم.
وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نعبر عن شكرنا وتقديرنا للسيد رئيس الجهة الشرقية على حسن استقباله وتفاعله الجاد والمسؤول مع هذا الموضوع. كما نؤكد استمرارنا في العمل والتنسيق مع كافة الأطراف المعنية من أجل تحقيق هذا الهدف، الذي يشكل خطوة أساسية لتعزيز الروابط بين الجالية المغربية ووطنها الأم.