شهد فضاء المعرض بساحة الولاية في تطوان، مساء الثلاثاء 17 دجنبر 2024، حفل توقيع وقراءة المؤلف المسرحي الأمازيغي الجديد “أبريذ غار أوجنا” (الطريق إلى السماء) للكاتب والباحث الأكاديمي الدكتور محمد بنيوسف، وذلك ضمن فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لعيد الكتاب، الذي تنظمه وزارة الشباب والرياضة والثقافة بشراكة مع عمالة إقليم تطوان خلال الفترة من 16 إلى 23 دجنبر 2024.
افتُتح الحفل بكلمة ألقاها الدكتور محمد بنيوسف، أعرب فيها عن تقديره للجهة المنظمة وعلى رأسها السيد العربي المصباحي، المدير الإقليمي للثقافة بتطوان، كما شكر الحاضرين على دعمهم وتفاعلهم. تطرق الكاتب في كلمته إلى السياقات التي دفعته لتأليف هذا العمل المسرحي، موضحًا أنه يعكس قضايا اجتماعية وثقافية معاصرة مثل استغلال الدين وأهمية التعايش والتسامح. وأكد أن المسرحية تسعى لإثارة النقاش حول قضايا مجتمعية وسياسية ملحة من خلال شخصيات واقعية وقالب درامي مؤثر.
وقد تميز الحفل بمداخلة نقدية للدكتور جميل الحمداوي، أستاذ جامعي وباحث في الأدب والنقد المسرحي، حيث استعرض المسرحية من زوايا أدبية وفنية مختلفة، مشيدًا بقدرة الكاتب على المزج بين الواقع والخيال في عمله. وأكد أن المسرحية تمثل إضافة نوعية إلى المسرح الأمازيغي، لما تقدمه من قراءة جريئة لقضايا مجتمعية شائكة في قالب كوميدي هادف.
أدار الجلسة الأستاذ خليد شاحوت، الذي أشار إلى أهمية مثل هذه النقاشات الأدبية في تعزيز الوعي الثقافي، وشهد الحفل تفاعلاً كبيرًا من الحاضرين الذين شاركوا بتساؤلاتهم ومداخلاتهم حول العمل المسرحي، مما أضفى أجواءً غنية بالحوار الثقافي والبناء.
اختُتم الحفل بتوقيع نسخ من المسرحية للحضور، الذين أعربوا عن تقديرهم لهذا العمل المسرحي الذي يناقش بعمق الصراع الفكري بين التطرف وقيم التسامح، مستعرضًا شخصيات رئيسية مثل الفقيه المختار ومحند وزوجته هلالية. تسعى المسرحية إلى تحفيز التفكير المجتمعي حول أهمية الاعتدال وقبول الآخر، معتمدة على اللغة الأمازيغية كوسيلة تعبيرية قوية ومؤثرة.
يُعد هذا الحدث الثقافي فرصة لتسليط الضوء على الإبداع المسرحي الأمازيغي، ودوره في إثراء المشهد الثقافي الوطني، وإبراز مكانة الدكتور محمد بنيوسف كأحد أبرز الأسماء الأكاديمية في هذا المجال.