في مشهد يختلط فيه الواقع بالسخرية، قرر مواطن مغربي الاحتفال بمرور عامين كاملين من الانتظار لإجراء فحص طبي بجهاز “سكانير” في أحد مستشفيات مدينة مراكش. المواطن الذي كان يأمل في الحصول على تشخيص دقيق لحالته الصحية، وجد نفسه عالقاً في دوامة انتظار تشغيل الجهاز المعطل، ليعبر عن إحباطه قائلاً: “سير حتى تجي راه التلفزة خاسرة!”، في إشارة إلى العجز المستمر عن إصلاح الجهاز.
هذا التأخير الطويل أصبح رمزاً لمشكلة أكبر تواجهها العديد من المؤسسات الصحية في المغرب، حيث تؤدي الأعطال التقنية وضعف الصيانة إلى تعطيل الأجهزة الطبية الضرورية، ما يعرض حياة المرضى للخطر بسبب تأخر التشخيص والعلاج. ورغم الاحتجاجات والوعود المتكررة بإصلاح الجهاز، إلا أن الوضع ظل على حاله لأكثر من سنتين، ليترك المرضى أمام خيار وحيد: الانتظار دون حلول.
تُظهر هذه الواقعة جانباً من الإحباط الذي يعاني منه المواطنون جراء غياب خطط واضحة لتحسين الخدمات الصحية وصيانة الأجهزة الطبية. البعض يلجأ إلى السخرية لمواجهة الوضع، بينما يرى آخرون أن هذه المواقف تعكس بشكل صارخ الحاجة الملحّة لإصلاح القطاع الصحي وتوفير خدمات طبية تليق بالمواطنين.
مع استمرار هذه المشكلات، تتزايد الأصوات المطالبة بإصلاح جذري للقطاع الصحي، بدءاً من تحديث الأجهزة الطبية وضمان صيانتها الدورية، وصولاً إلى تحسين الخدمات المقدمة داخل المستشفيات. فحق المواطن في العلاج السريع والفعّال بات حاجة ملحّة، لا تحتمل المزيد من الإهمال أو الانتظار.