.قدمت ساكنة جماعة تروكوت التابعة لإقليم الدريوش عريضة تحمل توقيعات حوالي 600 شخص إلى كل من عامل الإقليم ومدير الوكالة الحضرية للناظور-الدريوش-جرسيف، للتعبير عن رفضها للصيغة الحالية لمشروع تصميم التهيئة الذي اعتبرته تهديدًا مباشرًا لمصالحها وظروفها المعيشية. وقد استقبل مدير الوكالة الحضرية بالناظور ممثلين عن السكان الموقعين على العريضة، حيث تمت مناقشة النقاط التي تضمنتها العريضة والتي أثارت اعتراض الساكنة. وأكد المسؤول التزامه بالتجاوب مع هذه المطالب والعمل على إيجاد حلول تحقق التوازن بين متطلبات التنمية واحترام حقوق السكان.
العريضة ركزت على عدد من الإشكاليات التي اعتبرها السكان عقبات حقيقية في المشروع المقترح، من أبرزها اقتراح توسيع الطرق إلى عرض يصل إلى 20 مترًا في مناطق مأهولة بالسكان، وهو ما يقلص مساحة العقارات ويؤثر سلبًا على الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة ذات الكثافة السكانية المحدودة. كما اعترض السكان على الشروط الصارمة التي تفرضها الصيغة الحالية للبناء، والتي تلزم توفر مساحات عقارية كبيرة تصل إلى 1500 متر مربع في بعض المناطق و5000 متر مربع في مناطق أخرى، معتبرين هذه الاشتراطات مجحفة وغير متناسبة مع الوضع المعيشي لغالبية السكان.
في ذات السياق، عبر السكان عن استيائهم من ازدواجية التعامل مع طلبات البناء، حيث تُفرض شروط تعجيزية للحصول على رخص البناء بالنسبة للسكان المحليين، في حين يتم تسهيل الإجراءات لصالح بعض المنعشين العقاريين الذين يقومون بتشييد مشاريع قريبة من الساحل على شكل فيلات صغيرة لا تتعدى مساحتها 70 مترًا مربعًا.
وأشار السكان في العريضة إلى أن الطبيعة الجغرافية للمنطقة، التي تتميز بتضاريس جبلية وقربها من الساحل، تجعل الأراضي الصالحة للبناء قليلة جدًا، وأن التعديلات المقترحة في التصميم ستزيد الوضع تعقيدًا، مما يعيق التنمية المحلية ويهدد استقرار المنطقة.
وطالب الموقعون على العريضة بتعديل مشروع تصميم التهيئة بما يتماشى مع احتياجاتهم الحقيقية وظروفهم الاجتماعية والاقتصادية، وأعربوا عن أملهم في تدخل عامل الإقليم الجديد لإصدار توجيهاته لمعالجة هذه القضايا وضمان تحقيق العدالة التنموية، بما يعزز التوازن بين مصالح السكان ومتطلبات التطوير العمراني في المنطقة.