في خطوة تعزز التعاون العسكري المغربي التركي، أعلنت شركة بايكار التركية عن إنشاء شركة أطلس ديفنس في العاصمة الرباط، بهدف تطوير وتصنيع وصيانة الطائرات المسيرة. هذا المشروع الذي يعكس توجها استراتيجيا للمغرب لتعزيز قدراته الدفاعية وتقليل اعتماده على الواردات العسكرية، قد أثار اهتمام الصحف الإسبانية بشكل خاص، التي تطرقت إلى تفاصيل هذا التعاون الذي بدأ بين البلدين عام 2021، حين تسلم المغرب أول دفعة من طائرات بيرقدار TB2، مما مهد الطريق لتعاون صناعي أوسع.
وحسب تقريرين من موقع “ديفينسا” وموقع “أنفو ديفينسا” الإسبانيين المتخصصين في أخبار السوق العسكرية، ستركز الشركة الجديدة، التي يقودها لطفي وسلجوق بايراكتار، على تطوير أنظمة الطائرات المسيرة، إلى جانب التقنيات الدفاعية والبرمجيات والحلول الإلكترونية والميكانيكية. يأتي هذا المشروع في سياق سعي المغرب إلى إنشاء قاعدة صناعية دفاعية قادرة على تزويد السوق المحلية وحتى التصدير إلى أفريقيا. كما يتزامن مع خطة المملكة للحصول على الطائرات المسيرة المتطورة من طراز أكينجي، التي تتميز بقدرات استطلاعية فائقة وحمولة قتالية متقدمة، والمتوقع بدء تسليمها هذا العام.
وأضاف المصادر ذاتها، أن افتتاح المصنع يحمل أبعادا جيوسياسية مهمة، إذ يعزز مكانة تركيا كشريك دفاعي رئيسي للمغرب، في وقت تسعى فيه المملكة إلى تطوير منظومتها الأمنية، خاصة في مراقبة الحدود الجنوبية والاستجابة للتهديدات الإقليمية. كما يعزز المشروع الحضور التركي في القارة الأفريقية، حيث تعد بايكار من أبرز الشركات العالمية في تصدير الطائرات المسيرة، إذ تصل منتجاتها إلى أكثر من 35 دولة، مما يدعم طموح أنقرة في توسيع نفوذها التكنولوجي والعسكري.
وعلى المستوى المحلي، أشارت المصادر إلى أن المغرب يسعى إلى تحقيق استقلالية تكنولوجية من خلال دمج الشركات الوطنية المتخصصة في الصناعات الميكانيكية والإلكترونية ضمن سلسلة الإنتاج. ويضعه هذا المشروع في مصاف الدول القليلة القادرة على تصنيع طائرات مسيرة قتالية بتقنيات متقدمة. كما يعكس التزام تركيا بنقل المعرفة والتكنولوجيا إلى شركائها، ما يفتح الباب أمام مشاريع دفاعية مشتركة مستقبلية، قد تشمل شركات أخرى مثل ASELSAN، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.