تشير أرقام حديثة صادرة عن وزير العمل البلجيكي “ديفيد كلارينفال” إلى أن بلجيكا تضم 319 ألف عاطل عن العمل، من بينهم 100,102 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عامًا ظلوا بدون عمل لأكثر من عامين، ونحو نصفهم يعانون البطالة لأكثر من خمس سنوات.
بحسب البيانات، يعيش 46,580 من هؤلاء العاطلين عن العمل في والونيا، من بينهم 381 شخصًا في المجتمع الناطق بالألمانية، في حين يقيم حوالي ربعهم في العاصمة بروكسل، بينما يتوزع الربع الآخر في الجانب الفلماني.
وتُعد بعض البلديات في بروكسل من بين الأكثر تأثرًا بهذه الظاهرة، حيث تسجل سانت جيل (3.29٪)، وسانت جوس (2.98٪)، وفورست (2.83٪)، ومولينبيك (2.62٪) نسبًا مرتفعة من البطالة الطويلة الأمد. كما تظهر بعض مدن وبلديات والونيا مثل كويفرين (2.3٪)، ولييج (2.23٪)، وشارلروا (2.14٪) ضمن القائمة. أما أول بلدية فلمانية متأثرة بهذه الظاهرة فهي بلانكنبرج الساحلية، التي تحتل المرتبة 79 بنسبة 1.19٪.
تشير البيانات أيضًا إلى أن 15,819 شخصًا في بلجيكا تحت سن 55 عامًا عاطلون عن العمل لأكثر من 10 سنوات، بينما يعاني 1,952 شخصًا من البطالة لأكثر من 20 عامًا. ورغم ذلك، تحذر النقابة العمالية RVA من أن هذه الأرقام لا تعني بالضرورة أن جميع هؤلاء الأشخاص سيفقدون إعاناتهم، حيث لا تزال التفاصيل حول المعايير والاستثناءات المحتملة غير واضحة، ومن المتوقع منح العاطلين عن العمل وقتًا إضافيًا للبحث عن وظائف
في حال تطبيق الإجراء الجديد وسحب الإعانات من العاطلين عن العمل طويل الأمد، تتوقع الحكومة البلجيكية أن ثلث هؤلاء سيعودون إلى سوق العمل، خاصة مع توفر 170 ألف وظيفة شاغرة في البلاد. ومن المتوقع أن يخرج ثلث آخر من الإحصاءات بسبب امتلاكهم مصادر دخل أخرى. أما الثلث الأخير، فقد يضطر إلى اللجوء إلى منظمة CPAS أو OCMW للحصول على دخل الإدماج.
ولمواجهة هذا التحدي الاجتماعي، قررت الحكومة الفيدرالية تخصيص 400 مليون يورو لدعم هذه المنظمات، بهدف توفير المساعدات اللازمة للأشخاص الذين قد يجدون أنفسهم في وضعية هشاشة بعد فقدان إعاناتهم.
يبقى ملف البطالة طويلة الأمد في بلجيكا أحد أبرز القضايا المطروحة، حيث يتطلب توازنًا بين توفير فرص العمل وضمان الدعم الاجتماعي للعاطلين عن العمل لفترات طويلة.
